يريد أن يشاهد الأفلام البوليسية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مسلم أتمنى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما لو كنت أراه، إنني أخاف الله فعلا وخصوصا بعد القراءة عن النار، أنا لا أستمع إلى الأغاني مطلقا، ولا أرى الأفلام، مع هذا أريد أن أسألكم، حياتي ستكون مملة جدا إذا لم أر أفلاما فقط عن القتال والعنف ولكنها لا تحتوي على زنا ولا نساء. هل يمكنني أن أشاهد الأفلام البوليسية أو أفلاما فيها نساء محجبات؟ لا أستطيع ترك الأفلام لأنني تعودت عليها من صغري على الأفلام الكرتونية على الأقل للتسلية ولست متزوجا. فهل يمكنني مشاهدة أفلام الأكشن؟ أريد أن أقوم بالدعوة في فترة لاحقة من عمري. أعمل وأدعو، هل يمكنني ذلك؟ لست عالما لكنني أعرف الكثير.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
خوفك من الله واتعاظك عند الحديث عن النار يدل على أن فيك خيرا وإيمانا وقابلية أن تكون من المتقين , وكل ذلك من نعم الله عليك , فعليك أن لا تكفر نعمة الخالق الذي وفقك إلى ذلك , بل عليك أن تبادر بالشكر لله , وذلك بالبعد عن المعاصي، وبالتقرب إليه بفعل الطاعات , فلا أضر على النعم من المعاصي، فكم من نعم سلبت من العبد بسبب معصية فعلها غافلا عنها أمام من لا يغفل ولا ينسى سبحانه وتعالى , وعليك أن تعلم أن الحياة المملة هي حياة الضياع والتيه والمعصية.
ثانيا:
متابعة الأفلام التي تحدثت عنها لا تخلو من إضاعة للوقت والمال , هذا بالإضافة إلى ما تشتمل عليه من منكرات كالموسيقى والعري , فننصحك بتجنب مشاهدة هذه الأفلام، التي تنقص الإيمان وتشغل القلب، مع ما قد يكون فيها مما يسخط الله جل وعلا.
وهذا يتعارض مع ما تريده من التوبة والاستقامة، فاعزمها توبة صادقة نصوحا لله تعالى , واترك عنك التسويف , فإنه من الشيطان , فمن يضمن لك أنك ستعيش , ثم توفق للتوبة.
وأما الدعوة إلى الله فشرطها الأساس أن تعلم ما تدعو إليه , وأن تدعو وفق منهج الدعوة السليم , وهو الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل/١٢٥.
وليس من شرط الدعوة إلى الله أن يكون الداعي عالماً، بل متى عرفت شيئا من الحق فادع إليه.
ومع ذلك.... فاجتهد في طلب العلم الشرعي حتى تكون دعوتك على بصيرة. قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ) يوسف/١٠٨.
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب