حكم ترك بعض المستحبّات تأليفا لقلوب مدعوين من المبتدعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مسافر لأتزوج إن شاء الله والمكان الذي سوف أسافر إليه فيه الكثير من الجهلة وأهل البدع فهل لي أن اعمل بعض التعديلات لأفعالي وأقوالي حتى أتجنب الفتنة ولكي أركز اكثر على الأمور الأصلية؟
ومثالا على ذلك الناس الذين لا يفهمون التوحيد فأنا أفضل التحدث عن التوحيد بدلا من أن أدافع عن نفسي لماذا ارفع يدي أو لماذا أحرك اصبعي أو شيء آخر من السنة.
أرجو الإيضاح جزاك الله خيرا؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا: إذا كنت تعمل سننا ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنّه لا يصلح أن يٌقال أريد إجراء تعديلات عليها لأنها مستقيمة معتدلّة بذاتها، ولكن المقصود من سؤالك فيما يظهر أنك تريد عدم إظهارها أمام بعض الناس مراعاة لمصالح معيّنة أو درءا لمفاسد معيّنة.
ثانيا: لا يخفى أن الاشتغال بتقرير توحيد الله تعالى وأمور العقيدة الأساسية وتعليم ذلك في مثل الأوساط التي ذكرتها هو آكد الأمور وأهمها، فإن التوحيد هو مفتاح دعوة الرسل عليهم السلام وأول واجب على المكلّف وهو شرط في قبول الأعمال.. وإن ظهر لك أو غلب على ظنك أن التزامك ببعض المستحبات كتحريك الإصبع مثلاً، قد يؤول إلى لَبسٍ أو فتنة أو شغب عليك وتشويه لسمعتك بحيث ينفّر الناس عنك ولا يسمعون لك أو يًشغل المخاطبين عما هو آكد فلا حرج في تركها مراعاة للحال، والله يعلم نيتك وأنك لم تتركها تهاونا وإنما تركتها لمصلحة الدّين فأنت مأجور إن شاء الله. وصلى الله على نبينا محمد.