للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعرَّف على فتاة ويريد السفر لزيارتها

[السُّؤَالُ]

ـ[تعرَّفت على أخت صالحة من دولة عربية أحببتها في الله ... هل يجوز لي السفر إلى بلدها لزيارتها؟ على الرغم من وجود نساء سافرات في تلك البلاد.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يجوز للشاب أن يُقدِم على إقامة العلاقات الشخصية مع أي فتاة صالحة أو غير صالحة، وتحت أي اسم أو وصف، سواء " حب في الله!! " أو " صداقة! " أو " زميلة عمل! " أو غير ذلك من الأعذار التي يتخذها الرجال أسبابا للاتصال بالنساء ومحادثتهن وتجاذب الحديث معهن.

والنصيحة لك أيها السائل أن تنأى بنفسك عن هذه المسالك، فإنها والله مهالكُ مُردِيَة، قد لا يشعر المرء بها في أول أمره، ولكنها لا تفتأ تجر بقدمه حتى يزلَّ في الهاوية، وقد لا يملك له أحد حينئذ أن يأخذ بيده نحو بر الأمان.

ونحن ننصح بذلك عن دليل بيِّنٍ ظاهر من الكتاب والسنة سبق تقريره في موقعنا في عشرات الفتاوى والإجابات، انظر منها: (١٢٠٠) ، (٣٣٧٠٢) ، (٥٢٧٦٨)

كما ننصح به عن خبرةٍ بواقع الناس، وما يحكونه من مصائب تجرها عليهم نحو هذه المشاعر التي يُغرِي بها الشيطان ابنَ آدم، فيسمي له التعلقَ المحرَّم بالمرأة " حبا في الله!! ".

وانظر جواب السؤال (٦٠٢٦٩) ففيه عبرة لمن يعتبر.

وتأمل في نفسك – أخي الكريم – تجد مصداق ما نقول:

أرأيت لو كان بدلا من هذه الفتاة الصالحة شاب صالح، أتراك تسافر السفر الطويل لزيارته والاطمئنان على أحواله، أم تكتفي بالمراسلة والمهاتفة؟!!

أرأيت لو كانت هذه الفتاة الصالحة التي تعرفت عليها متزوجة ولديها من الأولاد، أتراك تُقدم على السفر لزيارتها، أم لعلك تكتفي بالدعاء لها بالخير والتوفيق؟!

أرأيت لو كانت لك بنت طيبة وجاء من تعرف عليها من بلاد بعيدة ليطمئن على حالها أكنت تصدق أن ذلك حب في الله مجرد أم هو حب الهوى والفتنة؟!

لو فتشت لوجدت أن للشيطان نصيبا في مثل هذه الزيارة، كما لهوى النفس نصيب آخر.

ويقول أبو حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (٣/١٢٣) :

" وإنما يجب الاحتراز من أوائله – يعني الحب المحرم – بترك معاودة النظر والفكر، وإلا فإذا استحكم عسر دفعه، ومثال من يكسر سَوْرَةَ العشق في أول انبعاثه مثال من يصرف عنان الدابة عند توجهها إلى باب لتدخله، وما أهون منعها بصرف عنانها. ومثال من يعالجها بعد استحكامها مثال من يترك الدابة حتى تدخل وتجاوز الباب، ثم يأخذ بذنبها ويجرها إلى ورائها. وما أعظم التفاوت بين الأمرين في اليسر والعسر، فليكن الاحتياط في بدايات الأمور، فأما في أواخرها فلا تقبل العلاج إلا بجهد جهيد يكاد يؤدي إلى نزع الروح" انتهى.

فإن أردت مخرجا شرعيا مما أنت فيه فاصرف همتك إلى التفكير الجاد بالزواج من هذه الفتاة، وأن تكون زيارتك متجهة لولي أمرها ليزوجك إياها، كي يكون اتصالك بها بعد ذلك اتصالا شرعيا، فإن لم يكن لك قصد في ذلك فليس أمامك إلا أن تصرف نفسك عن التفكير فيها، وعليك بما ينفعك.

وأما ما تجده في تلك البلاد – وأي بلاد – من مظاهر المنكر وتبرج النساء ونحو ذلك، فعليك أن تحترز عنه قدر الإمكان، وتتقصد الأماكن التي تقل فيها هذه المظاهر، وتحرص على اصطحاب الرفقة الصالحة في ذلك السفر، فإذا خشيت على نفسك الفتنة فسارع إلى تحقيق مقصدك من الزواج الشرعي، ثم عَجِّل إلى بلدك حيث لا تجد تلك المنكرات.

نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم سواء السبيل.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>