حكم تشريح الضفادع للأغراض العلميّة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تشريح الضفادع بالنسبة لطلبة الكليات الذين يدرسون ذلك؟
وقد يترتب على عدم تشريحها رسوب الطالب في المادة أو حرمانه من بعض الدرجات التي قد تمنعه من التفوق في الدراسة , فلا يتم تعينه معيداً في الكلية.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الحكم في هذه المسألة يتطلّب النظر في أمرين مهمّين:
أولاً:
في حكم قتل الضفدع، وكلام أهل العلم في ذلك.
وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين:
الأول: الكراهة، وهو مذهب المالكية، وقولٌ لبعض الشافعية والحنابلة.
انظر: "التمهيد" (١٥/١٧٨) ، "شرح العمدة لابن تيمية" (٣/١٤٨) .
الثاني: التحريم، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، وابن حزم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
انظر: "مشكل الآثار" للطحاوي (٢/٣٥) ، "المجموع" (٩/٢٩) ، "المغني" (٩/٣٣٨) ، "المحلى" (٧/٢٢٥) , "الفتاوى الكبرى" (٢/١٣٩) .
والدليل على ذلك ما جاء عن عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه: أنَّ طَبِيْبًا سَأَلَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَن ضِفْدَعٍ يَجْعلُها فِي دَوَاءٍ؟ فَنَهَاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِها.
رواه أبو داود (٥٢٦٩) وصححه النووي في "المجموع" (٩/٣٤) .
وقد سبق اختيار هذا القول في الموقع، في جواب السؤال (١٩١٩) , (١٠٢٢٠) .
ثانياً:
إذا دعت الحاجة أو الضرورة لتشريح الضفدع فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى , فقد أجاز العلماء تشريح جثة المسلم لأغراض التحقيق الجنائيّ أوالطبّ الوقائي، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (١١٩٦٢) .
فمن باب أولى جواز تشريح الحيوانات – وهي أقل حرمةً من الإنسان – لأغراض البحث العلميّ إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وقد سبق في الموقع ذكر فتوى مختصرة في ذلك، انظر جواب السؤال رقم (٨٥٠٩) .
ومما ينبغي التنبه له: أن على الطالب أن يحسن إلى الحيوان الذي يقوم بتشريحه , فيقوم بتخديره تخديراً كاملاً , ثم يسرع في قتله بعد الانتهاء من التشريح , وذلك لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه، فَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَه) رواه مسلم (١٩٥٥) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الحرم المكي" (١١٦٦) :
نحن ندرس في إحدى الجامعات بكلية العلوم قسم الأحياء، وفي أثناء دراستنا نحتاج إلى تشريح بعض الحيوانات، مثل الضفادع والفئران وغيرها، لغرض التعليم والدراسة، فما حكم هذا التشريح؟
فأجاب:
" التشريح إذا دعت الضرورة إليه فلا بأس به، ولكن يجب أن يعمل لهذه الحيوانات ما يجعلها لا تحسّ بالألم وقت التشريح، وكذلك يجب أن يلاحظ أنّ الحيوانات التي تكون نجسةً بعد الموت فإنّه يجب التطهر منها " انتهى.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب