للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أم زوجها تكرهها فماذا تفعل؟

[السُّؤَالُ]

ـ[تم عقد قراني قبل عدة أشهر وستكون حفلة العرس قريباً إن شاء الله وسأعيش مع زوجي، عائلة زوجي غير ملتزمين بالدين أبداً، للأسف فقد اكتشفت بأن أهل زوجي غير راضين عن زواجنا وبسبب هذا فإن علاقتي مع أهل زوجي - وخاصة والدة زوجي - ليست جيدة، زوجي هو ولدهم الوحيد ويحبهم جداً وأخشى أن يؤثر بغض والدة زوجي لي على علاقتي بزوجي في المستقبل.

ماذا أستطيع أن أفعل لأتجنب هذا؟ هل هناك أي دعاء؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ليس هناك مشكلة لا يستطيع أحدٌ حلها كما تفضلت في السؤال، فلكل مشكلة حلها المناسب، ولكن المشكلة ليست في إيجاد الحلول وابتكارها، وإنما في الذي سيقوم بها، وذلك أن كثيراً من الذين يمرون بظروف صعبة ويتقدمون لطلب العلاج يتصورون في أذهانهم أن الذي يسألونه لديه القدرة على رفع المعاناة وهذا غير صحيح، وإنما الذي بيد البشر هو إعطاء أحسن الطرق الممكنة للوصول إلى النتيجة المطلوبة، ويبقى اجتهاد الإنسان في حل مشكلته ومعاناته التي يكابدها في ذلك جزء لا يمكن الاستغناء عنه أبداً.

وأما بالنسبة لما سألت عنه:

أولاً:

هذا البغض الذي يبدو منهم ربما هو مبني على تصور غير صحيح عنك، وعليه ربما كان وقتياً ومنتهاه الزوال والاضمحلال إذا ما سعيت أنت في إظهار الجميل والحسن إليهم، أقول هذا لأننا لا يمكننا أن نحكم على المستقبل القادم بهذه النظرة السريعة فكم من فتاة أبغضها أهل زوجها في البداية ثم لما عاشروها ورأوا منها الجميل وحسن الخلق تغيرت نظرتهم إليها، وانقلب ذمهم مدحاً، وبغضهم حباً، فلا تستبقي الأحداث وتفاءلي بمستقبلك مع زوجك.

ثانياً:

عليك بتقديم أروع ما عندك من أخلاق وشيم لأهل زوجك، الذين لهم حق المعروف عليك لكونهم أهلاً لزوجك، وخصي بذلك أبويه، اهتمي بأمه وارعيها كأنها أمك، وحاولي إذا حضرت عندكم المنزل أن تقبلي عليها بكل بشر وطلاقة وجه، ولا تُكثري من الانشغال بزوجك طالما هي بحضرتكما، لأن هذا يُشعل فتيل الغيرة الجامحة.

ثالثاً:

توجهي إلى الله بالدعاء، واسأليه أن يوفقك لحسن معاشرتهم، وتليين قلوبهم، ويقذف محبتك في قلوبهم، واعلمي أنه مهما بحثت عن الحلول فإن التوفيق بعد ذلك بيده سبحانه، فتوجهي إليه بكامل الرغبة والإنابة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>