ـ[ماذا يفعل الشخص الذي اتُهم بالفتنة وتم تشويه سمعته إذا كان ما قيل عنه غير صحيح؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
اعلم أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم (٢٩٩٩) ، فهذا الحديث يدل على أن كل أمور المؤمن خير، فهو يتقلب بين شكر وصبر، وفي كليهما أجر.
ثم اعلم أن خير الناس، وأفضل البشر، وهم رسل الله قد طعن فيهم أعداؤهم، قال الله تعالى:(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) الذريات/٥٢، حتى نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد سبَّه أعداؤه واتهموه بالسحر والجنون. بل وصل الأمر إلى أن طعن في عرضه المنافقون، لكنه مع ذلك صبر، واحتسب، ووكل أمر لله تعالى، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ) الطلاق/٢-٣ فعليك أن تصبر وتحتسب، واعلم أن ذلك مما يكفر الله به عنك خطاياك.
ولك أن تدافع عن نفسك وتثبت براءتك مما اتهمت به، وتكذب من اتهمك بذلك، ولا يعد ذلك من الغيبة المحرمة، قال الله تعالى:(لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ) النساء/١٤٨ وإذا استطعت أن تواجه من اتهمك بهذا وتنصحه وتعظه وتخوفه بالله، فذلك خير، وقد يرتدع عما يفعله ويكون ذلك سبب توبته واستقامته، أو ترسل شخصاً عاقلاً يقوم بذلك.
وعليك بتجنب المواضع التي تكون مثار شبهة وشك، فقد يتخذها ذلك الشخص ذريعة لتصديق اتهاماته.
وعليك بالصبر والإلحاح على الله في الدعاء، والله تعالى يفرج عنك ما أصابك.