ـ[رجل نوى الحج وعندما ذهب وافته المنية، وقد كان باع ما عنده من أجل الحج، فما حكم هذا؟ وهل يعتبر حاجاً؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا عزم الرجل على الحج ثم مات فلا يخلو إما أن يموت قبل الإحرام أو بعده.
فإن مات قبل الإحرام فإن الله تعالى يثيبه على نيته، ولكن يجب أن يحج عنه حجة الإسلام.
وإن كان مات بعد الإحرام فإن له ثواب الحج، بل يبعث يوم القيامة ملبياً، وعلى هذا فلا يحج عنه.
سئل الشيخ ابن عثيمين عمن جمع مالاً للحج ثم مات قبل أن يحج، فأجاب:
" هذا الرجل الذي عزم على الحج فباع ما عنده ليحج به فوافته المنية قبل أن يقوم بالحج، نرجو الله عز وجل أن يكتب له أجر الحجاج، لأنه نوى العمل الصالح، وفعل ما قدر عليه من أسبابه، ومن نوى العمل وفعل ما قدر عليه من أسبابه فإنه يكتب له، قال الله تبارك وتعالى:(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) النساء/١٠٠.
وإذا كان هذا الرجل الذي باع ماله ليحج، لأن الحج فريضة الإسلام فإنه يحج عنه بعد موته بهذه الدراهم التي هيأها، إما أن يحج عنه أحد من أوليائه أو أحد من غيرهم، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت فأحج عنها؟ قال:(نعم) وكان ذلك في حجة الوداع " انتهى.
"فتاوى ابن عثيمين"(٢١/٢٣٢) .
وسئل أيضاً: رجل جاء من بلده للحج ثم تحطمت الطائرة قبل أن يصل هل يعتبر حاجاً؟
فأجاب:
" إذا هلك من سافر للحج قبل أن يخرج فليس بحاج، لكن الله عز وجل يثيبه على عمله، أما إذا أحرم وهلك فهو حاج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي وقصته ناقته وهو واقف بعرفة فقال:(اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً) . ولم يأمرهم بقضاء حجه، وهذا يدل على أنه يكون حاجاً " انتهى.