للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدهم عنده راتب شهري وصار كبيراً فهل عليه زكاة؟

[السُّؤَالُ]

ـ[هذه قصة رجل مسلم كان يصلي الصلوات في أوقاتها، خصوصا الفجر، ويتصدق بدون حساب، ويخرج الزكاة بانتظام، ويلزم أولاده على إخراج الزكاة على المال الذي يكتسبونه أكان قليلا أم كثيراً ولو لم يمر عليه الحول، والآن صار عجوزاً وأسير النسيان، مثلا يسألك ويعيد عليك نفس السؤال عدة مرات، ويصلي الصلاة ويعيدها مرات ومرات، ثم لم تعد له القدرة على قيام الفجر، وبما أنه أرمل ويعيش عند ابنته إذاً فهي تنفق عليه رغم أن له مدخولاً شهريّاً (المعاش) ، إذاً فرصيده يزيد لكن حين تحدثه عن الزكاة فهو يسايرك في الموضوع ويقول إنه ليس له ما يخرج عليه الزكاة مع أن ابنته تذكره بأن له رصيداً في البنك، لا ندري أهذا يعود لنسيانه ولتقدمه في السن. رجاء الرد على هذا وكيفية التدبير في الأمر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يختم لوالدكم بخير، وحري بالعمل الصالح في حياة الإنسان أن يُكرَم صاحبه، وقد أحسن هذا الرجل لنفسه فإنه جاهدها لأداء الواجبات وترك المحرمات، والبشرى له ولغيره عظيمة إن ماتوا على ما عاشوا عليه.

وننبه إلى أن إلزامه لأولاده بإخراج زكاة أموالهم قلَّ المال أو كثُر ولو لم يمر عليه الحول، لعله كان يلزمهم بالصدقة لا أنها الزكاة المفروضة، لأن الزكاة لا تجب في المال إلا إذا بلغ نصاباً. وحال عليه الحول، فنسأل الله أن يؤجره على نيته، وأن يؤجر أبناءه على ما بذلوه.

وكثرة نسيانه لا تسقط عنه وجوب زكاة ماله، لأن الزكاة لا يشترط لوجوبها العقل، ولذلك تجب على الصبي الصغير والمجنون. وانظر السؤال رقم (٧٥٣٠٧) .

فالواجب عليكم إخراج الزكاة عنه من ماله، ولا يجب إخراج زكاة ما يقبضه شهريا إلا إذا مرت سنة كاملة عليه، وفي حساب كل شهر بمفرده مشقة، فالأسهل في مثل هذه الحال أن تنظروا أول ما بلغ المال النصاب، ثم تحسبون حولا، وإذا مَرَّ الحول زكيتم كل ما عنده حتى راتب الشهر الأخير، ويكون الشهر الأول قد أُخرجت زكاته بعد نهاية الحول، وما تلاه من الشهور أُخرجت زكاته معجلة، وتعجيل الزكاة لا بأس به.

وانظر جواب السؤال (٢٦١١٣) لمعرفة كيفية زكاة الراتب الشهري.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>