للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صوم الأيام البيض على التقويم القمري لا الشّمسي

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مسلم جديد وقد بدأت بأداء شعائر الدين ومن بينها صوم رمضان الذي أسعدني جداً وأحببت أن أقوم بصيام تطوعي وعلمت أن صيام ١٣ و ١٤ و ١٥ من كل شهر هو من السنة وهي تسمى الأيام البيض فقمت بصيامها على التقويم الشمسي، فهل ما قمت به عمل صحيح؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هنيئا لك بمنّة الله عليك بأن هداك لهذا الدّين وجعلك تتلذّذ بطاعته وتستمتع بعبادة الصّيام التي هي من أجلّ العبادات وأفضلها وهاك نبذة من الفضائل المتعلّقة بالصيام:

فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة: أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث: (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) البخاري ١٩٠٤، (وأن الصوم لا عِدل له) النسائي ٤/١٦٥ وهو في صحيح الترغيب ١/٤١٣، (وأن دعوة الصائم لا تُردّ) رواه البيهقي ٣/٣٤٥ وهو في السلسلة الصحيحة ١٧٩٧، (وأن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه) رواه مسلم ٢/٨٠٧، (وأن الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة يقول: أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه) " رواه أحمد ٢/١٧٤ وحسّن الهيثمي إسناده: المجمع ٣/١٨١ وهو في صحيح الترغيب ١/٤١١، وأن (خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) مسلم٢/٨٠٧، وأن (الصوم جُنّة وحصن حصين من النار) رواه أحمد ٢/٤٠٢ وهو في صحيح الترغيب ١/٤١١ وصحيح الجامع ٣٨٨٠، وأنّ (من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) رواه مسلم ٢/٨٠٨، وأنّ (من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة) رواه أحمد ٥/٣٩١ وهو في صحيح الترغيب ١/٤١٢. وأن (ّ في الجنة بابا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) البخاري ١٧٩٧.

وصيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة، ومن أمثلته عاشوراء وعرفة وأيام البيض والاثنين والخميس وست من شوال والإكثار من الصيام في محرم وشعبان.

والمقصود بالأيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهر قمري لقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ) فالعبادات والعُدَد (للمطلقة والمتوفى عنها زوجها وغير ذلك) كلّها مبنية على الأشهر القمرية لا الشّمسية، والصيام الذي صمته على التقويم الشّمسي الميلادي لا يُطابق - في الغالب - التقويم القمري وعلى أية حال أنت مأجور إن شاء الله على الأيّام التي صمتها باعتبار أنّك صمتها نافلة لله تعالى، ولكن إن أردتّ الأجر الخاص بصيام أيّام البيض بالذّات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعليك أن تتعرّف على التقويم القمري وتضبط صيامك بناء عليه، ونسأل الله أن يزيدك من فضله ويُثبّتك على دينه ويوفقّك للعمل بمرضاته ويُجزل لك الأجر والمثوبة إنّه سميع مجيب ولا تنسنا يا أخي من دعائك في صيامك، وصلى الله على نبينا محمد.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>