حديث من حفظ أربعين حديثاً ضعيف
[السُّؤَالُ]
ـ[هل حديث " أن من حفظ ٤٠ حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فسيضمن دخول الجنة أو يُبعث مع العلماء " صحيح؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
١. هذا الحديث ضعيف، وهو على كثرة طرقه لا تصلح لأن تقوِّي بعضها بعضاً، وله روايات كثيرة وبألفاظ مختلفة، ومنها ".. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء "، وفي رواية " بعثه الله عالماً فقيهاً "، وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً "، وغيرها.
أ. قال الحافظ ابن حجر:
[رواه] الحسن بن سفيان في " مسنده " وفي " أربعينه " من حديث ابن عباس، وروي من رواية ثلاثة عشر من الصحابة، أخرجها ابن الجوزي في " العلل المتناهية " وبيَّن ضعفها كلَّها وأفرد ابن المنذر الكلام عليه في جزء مفرد، وقد لخَّصت القول فيه في " المجلس السادس عشر " من الإملاء، ثم جمعتُ طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.
" التلخيص الحبير " (٣ / ٩٣، ٩٤) .
ب. وقال ابن الملقِّن:
حديث " من حفظ على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً ": يُروى من نحو عشرين طريقاً وكلها ضعيفة، قال الدارقطني: كل طرقه ضعاف لا يثبت منها شيء، وقال البيهقي: أسانيده ضعيفة.
" خلاصة البدر المنير " (٢ / ١٤٥) .
وقال البيهقي:
هذا متن مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح.
" شعب الإيمان " (٢ / ٢٧٠) .
وقال النووي:
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه.
" مقدمة الأربعين النووية ".
٢. ومما ينبغي أن يقال هنا أنه قد جاء في السنة ما يبيِّن فضل من سمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبلَّغه، ولو كان حديثاً واحداً.
عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ ".
رواه الترمذي (٢٦٥٦) وحسَّنه، وأبو داود (٣٦٦٠) ، وابن ماجه (٢٣٠) .
قال المباركفوري:
والمعنى: خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الاخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة ثم قيل إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة وقيل دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة.
" تحفة الأحوذي " (٧ / ٣٤٧، ٣٤٨) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب