للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقدم فاتورة مزورة ليحصل على بدل العلاج من الشركة

[السُّؤَالُ]

ـ[في الشركة التي أعمل فيها هناك مبلغ يسمى بدل علاج، يتقاضاه الموظف شهرياً إذا كان فعلاً قد خضع لفحص طبي، أو لديه فواتير طبية خلال الشهر أو العام، فيقوم بعرضها على الشركة فتقوم الشركة بعرض هذه الفواتير على شركة التأمين الصحية المنسقة معها، فتقوم هذه الشركة بدفع تكاليف هذه الفواتير. بعض الناس كحرص منهم على تقاضي هذا المبلغ، يقومون بتزوير بعض الفواتير، وحجتهم في ذلك أنهم قد يستخدمون هذه المبالغ في المستقبل، ولا يرون بأسا في ذلك. فهل يجوز لي أن أتبع هذه الطريقة، طالما أنني سأستخدم هذا المبلغ في المستقبل؟ وهل يشترط أن استخدمه في غرض طبي، أم إنه يجوز أن أستخدمه كذلك في أي شيءأخر؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا شك في حرمة ما ذكرت من تزوير الفواتير؛ لما في ذلك من الغش والكذب وأكل المال بالباطل، ولا ندري كيف يشتبه أمر هذا الحرام على أحد، وانظر إلى استدراج الشيطان للإنسان، فيظن أولا سلامة عمله إذا استخدم المال في العلاج مستقبلا، ثم يتدرج به إلى الظن بجوازه إذا استخدمه في أموره الأخرى، وهكذا يصل به إلى استحلال هذا المال وأخذه مهما كان الدافع، وقد يستعين بغيره لإتمام التزوير فيحمل إثما آخر وهو دلالته على المعصية.

وظاهرٌ أن الشركة لم تعط المال لكل موظف، وإنما جعلت ذلك مشروطا لمن خضع للفحص الطبي، وأما من عافاه الله، فلا يحل له ذلك المال بوجه من الوجوه، ولو كان يحل له لما لجأ للكذب والتوزير.

ويكفي المسلم أن يعلم أن الغش من كبائر الذنوب، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) رواه مسلم (١٠١)

والواجب نصح من وقع في هذا بالتوبة، ورد المال إلى الشركة، والحذر من أكل المال الحرام، فإنه لا يربو جسد من سحت إلا كانت النار أولى به.

وينظر للفائدة: سؤال رقم (١٣٧١٠) ورقم (١٠٥٤٠٣) .

أما إذا كان الموظف قد خضع ـ فعلا ـ لفحص طبي، وأعطته الشركة هذا المبلغ، بناء على ذلك، من غير غش منه ولا تحايل: فحينئذ قد تملك هذا المال الذي أعطي له، وله أن يصرفه فيما شاء من احتياجاته، حتى ولو لم يصرفه على العلاج والتداوي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ كما في "الاختيارات"، للبعلي (١٠٥) :

" ويجوز أخذ الزكاة لمن يحتاج إليه في إقامة مؤنته، وإن لم ينفقه بعينه في المؤنة ".

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>