يوسوس لها الشيطان أنها كافرة
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ سنوات طويلة (١٥ سنة) قرأت أن الردة عن الإسلام من نواقض الوضوء، وعلق ذلك في مخيلتي، وكلما أردت الوضوء أحس بأني كافرة، وأكرر الوضوء أكثر من مرة، قد يكون نوعاً من الوسواس، ولكني كنت أشعر فعلاً كما لو أني كافرة، كنت أردد الشهادتين، لكن كان هناك إحساس داخلي أن كافرة بها، فأفكر في معانيها فأجد نفسي مؤمنة بها، ولكن إحساس الكفر لم يذهب عني، أبكي وأدعو الله أن يشفيني مما حل بي.
كنت أرفض الزواج خوفاً من الكفر حتى لا يبطل عقد الزواج.
ومع كل ذلك كنت محافظة على الصلاة وتلاوة القرآن وسماع المحاضرات.
أعلم أن علاج هذه الوساوس بعدم الاسترسال معها، ولكني كنت أضعف وأسترسل معها، وأنا أعلم أني مخطئة. فماذا أفعل؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يبدل وساوسك اطمئنانا وانشراحا ويقينا ثابتا.
واعلمي أن ما أصابك هو ابتلاء عظيم، إن صبرت عليه، واحتسبت الأجر فيه نالك خير كبير بإذن الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (٢٣٩٩) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وروى الترمذي أيضا (٢٣٩٦) وابن ماجه (٤٠٣١) عَنْ أنس رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
فأبشري بالثواب الجزيل إن شاء الله، واعلمي أنه لا يضرك ما تجدين في نفسك، ما دمت محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه، ومبغضة للكفر وأهله.
وهذه بعض النصائح نسأل الله تعالى أن ينفعك بها:
١- عليك أن تتيقني أن هذه وساوس من الشيطان لا حقيقة لها، وكيف تكونين كافرة وأنت محافظة على الصلاة، وقراءة القرآن وسماع المحاضرات المفيدة!!
٢- عليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، ليذهب عنك الشيطان الذي هو مصدر هذه الوساوس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأَمَرَكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ. كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلا بِذِكْرِ اللَّهِ) صححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٢٩٨) .
٣- أنت تعلمين أن علاج هذه الوساوس بالإعراض عنها، فاستمري في ذلك.
٤- عليك أن تشغلي فراغك بما ينفعك، حتى لا يكون عندك وقت تفكرين في هذه الوساوس.
٥- عليك بكثرة دعاء الله تعالى واللجوء إليه والاستعاذة به، وتحيني أوقات وأحوال الإجابة، كثلث الليل الأخير، وفي السجود.
ونسأل الله تعالى أن يعافيك ويذهب عنك هذه الشرور.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب