للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحاديث أنس في قنوت الفجر

[السُّؤَالُ]

ـ[أود معرفة ما إذا كان هذا الحديث صحيحا أم ضعيفا: قال أنس بن مالك رضى الله عنه: (لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم القنوت فى صلاة الفجر حتى توفاه الله) رواه أحمد والبزار والدارقطني والبيهقي والحاكم.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا الحديث لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله عن أنس ثلاث طرق كلها ضعيفة. الأول:

١- من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ولفظه: (أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ، وَأَمَّا فِى الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا) .

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٣/١١٠) ومن طريقه الدارقطني في "السنن" (٢/٣٩) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/٣١٢) مختصرا، والبزار (٥٥٦ – من كشف الأستار) وأحمد في "المسند" (٣/١٦٢) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/١٤٣) والحاكم في "الأربعين" وعنه البيهقي في "السنن" (٢/٢٠١) .

وأبو جعفر الرازي اسمه عيسى بن ماهان الرازي، ضعفه كثير من أهل العلم.

" قال أحمد بن حنبل: ليس بقوي فى الحديث. وقال يحيى بن معين: يكتب حديثه ولكنه يخطىء. وقال عمرو بن علي: فيه ضعف، وهو من أهل الصدق، سيىء الحفظ. وقال أبو زرعة: شيخ يهم كثيرا. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير، لا يعجبنى الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات. وقال العجلي: ليس بالقوي " انتهى باختصار من تهذيب التهذيب (١٢/٥٧)

الثاني: من طريق إسماعيل المكي وعمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس ولفظه:

(قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان – وأحسبه قال: رابع - حتى فارقتهم) .

أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/٢٤٣) والدارقطني في "السنن" (٢/٤٠) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/٢٠٢) .

وإسماعيل بن مسلم المكي وعمرو بن عبيد المعتزلي كل منهما ضعيف، لا يحتج بحديثه، وهذه أقوال العلماء فيهما:

إسماعيل بن مسلم المكي: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (١/٣٣٢) :

" قال أحمد بن حنبل: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشىء. وقال علي بن المديني: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث مختلط، قلت له: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد؟ فقال: جميعا ضعيفان. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: ضعيف يروى المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد " انتهى باختصار.

وعمرو بن عبيد المعتزلي: متروك الحديث، وكان يكذب على الحسن، جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (٨/٦٢) :

" قال ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي: متروك الحديث، صاحب بدعة. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائى: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة، عن يونس بن عبيد: كان عمرو بن عبيد يكذب فى الحديث. وقال حميد: لا تأخذ عن هذا شيئا فإنه يكذب على الحسن. وقال ابن عون: عمرو يكذب على الحسن " انتهى باختصار.

الثالث: من طريق دينار بن عبد الله خادم أنس عن أنس ولفظه:

(ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى مات) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" (٣/٣٨٦) : " أخرجه الخطيب في "كتاب القنوت" له، وشنع عليه ابن الجوزي بسببه؛ لأن دينارا هذا قال ابن حبان فيه: " يروي عن أنس آثارا موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " انتهى.

وقد حكم جماعة من العلماء على هذا الحديث بأنه ضعيف، لا يصح الاحتجاج به. منهم: ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (١/٤٤٤) ، وابن التركماني في "تعليقه على البيهقي"، وابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٢٢/٣٧٤) ، وابن القيم في "زاد المعاد" (١/٩٩) ، والحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/٢٤٥) ، ومن المتأخرين الألباني في "السلسلة الضعيفة" (١/١٢٣٨)

أما حكم قنوت الفجر في غير النوازل، فقد سبق بيان حكمه في جواب السؤال رقم (٢٠٠٣١) وأن الراجح فيه قول أبي حنيفة وأحمد، بعدم المشروعة، إذ لم يثبت من طريق صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم استمر على قنوت الفجر حتى فارق الدنيا.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>