للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصافحته لأم مخطوبته بشهوة هل تمنعه من زواجه بابنتها

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا أقدمت على مجرد لمس والدة الفتاة التي سأتزوج بها بشهوة (يداي لمست يديها أو العكس، وأدى ذلك لانتصاب ذكري) ، فهل يُحرِّم ذلك الفعل نكاحي من ابنتها؟

أنا بحاجة لنصيحة عاجلة حول هذا الموضوع. فأنا شاب يفتقر إلى الأخلاق. حيث تراودني أفكار فاسدة ويكثر عندي الانتصاب. فبمجرد أن أنظر إلى امرأة أو إذا لمستني امرأة عن طريق الخطأ، فإن ذكري ينتصب.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أما ما ذكرته من نظرك إلى والدة مخطوبتك بشهوة فإنه لا يمنعك من الزواج من ابنتها؛ لأن الذي يمنعك من الزواج بها هو زواجك بأمها ودخولك عليها، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) النساء / ٢٣.

لكن أخي.. أوصيك بتقوى الله عز وجل، وعدم التساهل بالنظر فإن أمره عظيم، وهو باب شر لا ينتهي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وعليك الثانية) . أخرجه الترمذي (٢٧٧٧) وأبو داود (٢١٤٧) وأحمد (١٣٧٣) عن علي رضي الله عنه.

وما ذكرته من شعورك بالشهوة كلما رأيت، فسبب ذلك انشغال ذهنك بمسائل الجنس دائما، ولا شك أن وسائل الإعلام الفاسدة لها أثر كبير في ذلك، فهي تعنى بإشغال عقول الناس بهذه المسائل عن طريق إثارتهم بتلك الأفلام الفاضحة أو الصور الخليعة، أو القصص الغرامية، وهذا الأمر ينبغي للمسلم أن يترفع عنه.

نعم..لا مانع من أن يشبع الإنسان غريزته بالطريق التي أحلها الله سبحانه وتعالى، ولكن أن يعيش الإنسان ولا تفكير له إلا في شهوته، هذا هو الذي ينبغي على كل عاقل أن يترفع عنه.

وينبغي أن تعلم أن الواحد لا يعيش في هذه الدنيا ليسكنها، بل هي دار عمل، وحال الإنسان فيها كحال الغريب، وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر – وكان شابا -: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) .

واجعل همتك عالية لا ترضى إلا بأعالي الأمور، وأعلى الأمور رضى الله سبحانه وتعالى والفوز بمرضاته وجنته، فإذا علت همتك ستجد نفسك إنسانا آخر، وسيزول ما تعاني منه.

وأنصحك بامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) . أخرجه البخاري (٥٠٦٥) ومسلم (١٤٠٠) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

أخيرا.. أنصحك بالدعاء واللجوء إلى الله سبحانه فما خاب داعيه، والجد والعزم، ومجاهدة نفسك، واقطع عنك وسائل الإغراء، واملأ قلبك بمحبة الله والشوق إلى لقائه.

رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعوة المستجابة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>