وعدها ببعض الملابس ثم أعطاها لأخته
[السُّؤَالُ]
ـ[أرسل زوجي بعض الملابس الجديدة تماما لأخيه حتى يطلعه على أحدث تصميمات أزياء السيدات للعمل على تصنيعها فى الصين، ولكنه قال: إنه سيكون بإمكاني استبدالها بالملابس التي أحتاج إليها بعد أن يقوم أخوه بإلقاء نظرة عليها. ولكنه قال بعد ذلك لأخيه أن يعطى الملابس لأخته بدلا من إرجاعها، وهو يعلم أنني ليست لدى أية ملابس مناسبة فى الوقت الحالى، لأن ملابسي تمزقت ولم ينقص وزنى بعد ولادة طفلى الثالث.
فهل يحق له تبديد مبلغ كبير على هذه الملابس فى الوقت الذى ليس لدينا فيه الكثير من الأموال، ثم يقوم لاحقا بإعطاء تلك الملابس لأخته بدلا من إعطائها لزوجته؟
إن كلا منا بحاجة إلى هذه الملابس، ولكن هل من العدل أن يفضلها علي وعلى أطفاله الثلاثة الذين كانوا بحاجة لبعض الملابس الجديدة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان الأمر كما ذكرت، فينبغي للزوج أن يفي بوعده لك، وأن يحضر لك ملابس جديدة، بدلا عن هذه الملابس.
وينبغي أن تلتمسي له العذر في تصرفه، فربما شعر بالحرج من استرجاعها، أو رأتها أخته وتعلقت نفسها بها ونحو ذلك من الأعذار.
والأصل أن تبنى الحياة الزوجية على المودة والرحمة، والتسامح والتغافر، فليس هناك الزوج الكامل، ولا الزوجة الكاملة، وكل معرّض للخطأ، وإنما تجمُل الحياة بالتغاضي عن الزلات، والتعالي على الهفوات، والتماس الأعذار.
وزوجك مأجور إن شاء الله في صلة رحمه، وأنت لك أجر كذلك إن صبرت واحتسبت، وأحببت الخير لغيرك كما تحبينه لنفسك.
وهذا المتصدق المحسن يرجى له من الله تعالى الإكرام والجزاء الحسن والبركة في المال، وهذا كله يعود عليك بالخير والنفع بإذن الله.
فنوصيك أيتها الأخت الفاضلة بالصبر والاحتساب، والتلطف في طلب حاجاتك ومنافعك، وعدم إرهاق الزوج بها، كما نوصيه هو بالإحسان إليك وإلى أولاده، وتوفير ما تحتاجون إليه، وأن يعلم أن ما ينفقه عليكم من مأكل ومشرب وملبس له أجره عند الله تعالى، إن احتسب ذلك عنده، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً) رواه البخاري (٥٣٥١) ومسلم (١٠٠٢) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ: أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ) رواه مسلم (٩٩٥) .
ومعنى قوله: (وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ) أي في تحرير رقبة، عبد أو أمة.
فهذا الحديث العظيم مما يشجع الزوج على الإنفاق على زوجته وأولاده، ويرغبه في ذلك، لأن نفقته عليهم أعظم أجرا من النفقة في سبيل الله وعلى المساكين.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما، وأن يبارك في مالكما ويوسع لكما في رزقكما.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب