إذا سمع الطالب جواب سؤال في الاختبار بدون قصد فهل يكتبه؟
[السُّؤَالُ]
ـ[في اختبار العملي في الطب، يطلب منا معرفة المرض الذي عند المريض، وأحيانا يخبر المريض بالمرض الذي عنده بدون أن يسأله الطالب، فهل يجوز له أن يكتبه أم يعتبر غشاً لأنه لم يعرفه بنفسه؟ وكذلك إن سمعه من أي شخص وهو لم يسأله؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان الطالب يعرف تشخيص المرض، وأخبره به المريض بلا سؤال منه، فلا حرج على الطالب أن يكتب ما عرفه، ولا يعتبر ذلك غشا، لأنه كان يعرف الجواب قبل أن يخبره به المريض.
أما إذا كان لا يعرف تشخيص المرض، لكن المريض أخبره عنه دون أن يسأله، أو عرف تشخيصه من بعض الزملاء دون تعمد منه، كأن يكون تطرق إلى سمعه، فعليه في هذه الحالة أن يخبر الطبيب المشرف على الامتحان، ويطلعه على حقيقة الحال. هذا هو الورع، وهذا هو الأفضل.
وإن استفاد مما سمعه، وكتبه في الاختبار فنرجو ألا يكون عليه حرج في ذلك، لأنه لم يتعمد ذلك، ولم يقصده، وقد سمعنا شيخنا محمد بن العثيمين رحمه الله يُسأل عن الطالب في قاعة الاختبار، يسمع بلا قصد منه إجابة سؤال ممن حوله من الطلبة لم يكن يعرفه، فهل يجوز له كتابته أم لا؟
فأجاب، بأن ذلك جائز، لأنه لم يتعمد الإثم والمخالفة، وجعل ذلك شبيهاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصائم:(إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) رواه البخاري (١٩٣٣) ومسلم (١١٥٥) . وعند الدارقطني:(فإنما هو رزق ساقه الله إليه) . قال ابن القيم: هذا إسناد صحيح.