نصائح لأبٍ ترك ابنُه حفظ القرآن بسبب النية، ونصائح للابن
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي ولد يحب الخير كثيراً، ويدعو إليه، ويحفظ القرآن، ويحافظ على الصلاة من الصغر، وفي الآونة الأخيرة بدأ يهمل الحفظ، ولا يرغب في الذهاب إلى حلقة تحفيظ القرآن، ويقول: إنه لم يحفظ إلا من أجلي، ولم يصلِّ في الناس إماماً إلا من أجلي، وأنه سمع أحد المشايخ يذكر حديث أن من يحفظ أو يصلي من أجل أبيه أو أمه سوف يجر إلى النار، وحديث أن من حفظ القرآن من أجل أن يقال عنه أنه قارئ يسحب إلى النار، ويقول: إنه من بعد هذه الخطبة وهو يفكر في هذا الكلام والعذاب، حيث ناقشته أن هذا من الشيطان، وأن يصلح النية أنه يحفظ القرآن من أجل أن يتعبد الله فيه، ولكنه يحدثني والدموع نزلت من عينه ومخنوق في الكلام، ولا أدري ماذا أفعل معه، مع العلم أني من ذلك الوقت وأنا لا أكلمه، ولا أمزح معه مثل إخوانه، محاولة مني أن يعدل عن رأيه، ولكنه مصر على عدم الذهاب إلى حلقة التحفيظ، وهو في الصف الثالث المتوسط.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يصلح لك ذريتك، وأن يجزيك خير الجزاء على اهتمامك وعنايتك ببذل النصح والتوجيه والإرشاد لمن ولَاّك الله تعالى مسئوليتهم.
واعلم أيها الأخ الفاضل أن تربية الأولاد شاقة، وأنها تحتاج لعلم وحكمة، ولصبر وجلَد، فالأولاد – ذكوراً وإناثاً – يمرون في مراحل مختلفة من أعمارهم، ولكل مرحلة مشكلاتها، فعليك معرفة هذا، والانتباه له قبل الشروع في حل مشكلة ابنك وتركه لحفظ القرآن.
ثانياً:
لا ينبغي للآباء التخلي عن مسئوليتهم في تربية أولادهم لحدَثٍ يحصل مع أحدهم، ولا ينبغي لهم ترك توجيههم والعناية بهم، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عنهم يوم القيامة، ورعيته – من زوجة وأولاد – من الأمانة التي حذَّر الله تعالى من التفريط في القيام بحقوقها.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) التحريم/٦.
وقال تعالى: (إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الإنسَنُ إِنَّه كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) الأحزاب/٧٢.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا) . رواه البخاري (٨٥٣) ومسلم (١٨٢٩) .
قال ابن القيم - رحمه الله -:
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى: فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءَهم كباراً.
" تحفة المودود " (ص ٢٢٩) .
ثالثاً:
ما فعله ابنك من ترك الاستمرار في حفظ القرآن والقيام بالإمامة يحتمل أحد أمرين:
الأول: أن يكون صادقاً في قوله، وهذا هو الذي يظهر لنا في الواقع، وهنا يجب عليك نصحه وتوجيهه بالتي هي أحسن، وإفهامه أنه لا يتعارض ما تأمره به مع الإخلاص في النية، وأنه يستطيع إصلاح نيته لو كانت فاسدة، فإصلاحها خير له في دنياه وآخرته من ترك العمل بالكلية، وإفهامه أن من طرق الشيطان في الصد عن الطاعات وترك الاستمرار بها: الوسوسة للمسلم بأن نيته غير سليمة، وأنه لا يعمل لأجل الله، فيترك هذا المسلم الطاعة إن كان بدأ بها، أو يتوقف عن إنشائها والقيام بها إن لم يبدأ بها، ويكون الشيطان قد ظفر منه بمراده.
ويمكنك أن تسأل ابنك هذا: ماذا سيصنع مع أولاده عندما يرزقه الله تعالى ذرية ويكون مسئولاً عنها يوم القيامة؟ لا شك ـ إن شاء الله ـ أنه سيجيبك بأنه سيأمرهم بما فيه نفعهم، ويحثهم على الطاعة والعبادة، ومنها حفظ القرآن والصلاة، فإن صدق معك وأجابك بهذا: فيكون قد ألزم نفسه، وحجَّ نفسه بنفسه، وهو ما فعلتَه أنت معه.
وننصحك أخي الفاضل أن لا تكثر من اللوم عليه، والنقاش معه، ويمكنك الذهاب لعالِم أو طالب علم يثق به لتعرض الأمر عليه، فيسمع من غيرك من أهل العلم ما يطمئن به قلبه، ويريح به نفسه، ولا تُلزم نفسك أن تكون أنت الناصح المغيِّر له قناعته، بل اجعل ذلك لغيرك، حتى يكون ذلك عن رضا تام منه بما يسمع.
كما ننصحك بالكف فوراً عن مقاطعته، والكف عن ترك حسن معاملتك له، بل هو الآن أحوج ما يكون لك ولعطفك، فهو يعاني من أمرٍ عانى منه أئمة وعلماء، وهو " النية "، ومنه ما قاله الإمام سفيان الثوري رحمه الله: " ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي "، فإياك أن تتخلى عنه، وإياك أن تقسو عليك في العاملة وإلا خسرته للأبد، ونسأل الله تعالى أن لا يكون ذلك.
والاحتمال الثاني: أن يكون كاذباً، وهنا يجب أن تعلم أنه قد أصاب ابنَك مرضُ " الفتور " و " ضعف الهمة "، ولتلك الأمراض أسبابها الكثيرة، ومنها:
١. تأثير الصحبة السيئة عليه.
٢. كثرة الاجبات الدراسية والمنزلية عليه، فتتزاحم عنده الأمور، فيتخلى عن بعضها.
٣. إثقاله ببرنامج الحفظ، وهو ما يسبب له مللاً وسآمة.
٤. عدم الترويح عنه بالمباحات من الأمور، كالرحلات، واللعب، ومشاهدة البرامج النافعة المفيدة، فمن حرص بعض الآباء على أولادهم لا يلتفتون لهذه الأمور التي تروِّح عن النفس، وتزيد النشاط للعبادة والطاعة.
٥. وصوله لمرحلة البلوغ والمراهقة، وهي مرحلة خطيرة في حياة الشباب، يجب على الآباء الاهتمام بأولادهم إن وصلوا لها، فيعامل أبناءه على أنهم رجال لا أطفال، ويخفف الأوامر التي يلقيها عليهم، وتبدأ مرحلة الإقناع والتفاهم، وهو ما يختلف بالكلية عن السن التي كانوا فيها صغاراً.
وما ذكرناه هو بعض الأسباب المحتملة، وأنت عليك الوقوف على حقيقة أمره، إن كان صادقاً أو كاذباً، ولذا فإننا قلنا إن تربية الأولاد شاقة، وتحتاج لعلم وحكمة، وصبر وجلَد، فليس الأمر بالهين، وخاصة مع كثرة المفسدات والملهيات والحرب على الفضيلة والعفاف والاستقامة من الداخل والخارج.
فابحث عن الأسباب التي من أجلها ترك الحفظ والاستقامة، فإن كان صادقاً: فبما ذكرناه لك، وإن كان كاذباً: فعالج ما ذكرناه لك من الاحتمالات، واستعن بالله تعالى أن يوفقك ويهديك ويسددك، ولا تنس الدعاء لولدك فهو أحوج ما يكون له منك.
وهذه تجربة لقارئ مشهور وهو الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي – توفي سنة ١٣٨٨ هـ - فاقرأ ماذا كتب ولده " محمد الشافعي " عنه، وعن طريقة عنايته ورعايته وتحفيظه القرآن لأولاده.
قال الأستاذ محمد حسين إبراهيم الرنتاوي:
ويكشف الشافعي محمد صدّيق – اسم ولد الشيخ - عن ملامح تربوية من حياة والده فيقول: كان أبي حريصاً على أن نؤدي الفرائض، وكثيراً ما اصطحبنا للمساجد التي يقرأ فيها القرآن، وكان ذلك فرصة لي لزيارة ومعرفة معظم مساجد مصر، كما كان يراقبنا ونحن نختار الأصدقاء، ويصر على أن يكونوا من الأسر الملتزمة خُلُقاً وديناً، ويشارك أبناءه في المذاكرة، ويساعدهم في أداء الواجبات المدرسية، ويحضر مجالس الآباء في المدارس التي يلتحق بها أبناؤه، وخلال الإجازة الصيفية كان يشاركنا في الرياضات مثل السباحة والرماية في النهار، وفي الليل يقرأ لنا الكتب الدينية التي تناسب أعمارنا، حتى إذا تعوّد الواحد منّا على القراءة: زوّده بالكتب، وشجّعه على قراءة المزيد، وقبل هذا وذاك يأتي تحفيظ القرآن الكريم للأبناء، حتى من تركه صغيراً: أوصى والده الشيخ صدّيق أن يحفّظه القرآن، وقد فعل.
انتهى
مقال بعنوان " مقرئ الصحوة الإسلامية المعاصرة القارئ الشيخ محمد صدّيق المنشاوي (١٩٢٠ م – ١٩٦٩ م) .
مجلة " الفرقان " الصادرة عن " جمعية المحافظة على القرآن " الأردن، العدد الواحد والأربعون، جمادى الأولى ١٤٢٦هـ، حزيران ٢٠٠٥ م.
رابعاً:
وهذه لابنك، الذي نسأل الله تعالى أن يوفقه ويهديه لما يحب ويرضى، فنقول له:
اعلم أولا ـ أيها الابن الحبيب ـ أن هذه الحيلة الشيطانية للصد عن سبيل الله معروفة قديمة: يريد اللعين أن يصد العبد عن أبواب الخير، ما وجد إلى ذلك سبيلا، ويدخل لكل إنسان من المدخل الذي يناسبه.
ولهذا قال الفُضيل بن عِياض رضي الله عنه:
" تركُ العمل لأجل الناس رياءٌ، والعمل لأجل الناس شِركٌ، والإِخلاصُ أن يعافيَك الله منهما"
الأذكار للنووي (١٨) .
عن الحارث بن قيس الجعفي قال: " إذا كنت في أمر الآخرة فتَمَكَّث، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوَخَّ، وإذا هممت بخير فلا تؤخره، وإذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال: إنك ترائي فزدها طولا " رواه الإمام أحمد في الزهد (٤٣٠) بإسناد صحيح عنه.
ولا شك أنك تعلم أن منزلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وفي ظننا أنك تعلم أنه من العلماء الثقات، ونعتقد أنك تكن له الاحترام والتقدير، ونحن لن نتجاوز الشيخ، وسنتركك معه لنعرض مشكلتك عليه، ونرجو منك الاهتمام بجوابه والعمل به، ففيه السعادة والخير لك في الدنيا والآخرة.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
ما نصيحتكم لطالب علم اجتهد في إصلاح نيته، واجتهد في الإخلاص، ولكنه لم يقدر، وهو خائف من أن تصدق عليه الأحاديث الواردة في الوعيد الشديد لمن كانت نيته ليست خالصة لله، ويوشك أن يترك طلب العلم، وجهونا في ضوء هذا السؤال مأجورين؟ .
فأجاب:
إن هذا السؤال سؤال مهم لطالب العلم؛ وذلك أن العلم عبادة من أفضل العبادات وأجلِّها وأعظمها، حتى جعله الله تعالى عديلاً للجهاد في سبيله حيث قال تبارك وتعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ، فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يمكن للمؤمنين أن ينفروا في الجهاد في سبيل الله كلهم، ولكن ينفر من كل فرقة طائفة ليتفقه القاعدون في دين الله، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون، والآخرون يقاتلون في سبيل الله.
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ، فإذا رأى الإنسان أن الله تعالى قد فقَّهه في دينه: فليبشر أن الله تعالى أراد به خيراً، ويجب إخلاص النية لله في طلب العلم، بأن ينوي الإنسان في طلبه للعلم:
أولاً: امتثال أمر الله تبارك وتعالى؛ لأن الله تعالى قال: (فَاعْلمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) ، قال البخاري رحمه الله: فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.
ثانياً: أن ينوي بتعلمه: حفظ شريعة الله؛ فإن الشريعة تُحفظ في الصدور، وتُحفظ في الكتاب المسطور.
ثالثاً: أن ينوي بتعلمه: حماية شريعة الله عن أعدائها؛ لأن أعداءها مسلطون عليها منذ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة، فلينوِ بطلب العلم: حماية هذه الشريعة العظيمة.
رابعاً: أن ينوي بذلك: المدافعة عن الشريعة إذا هاجمها أحدٌ، وحينئذ يجب أن يتعلم من العلم السلاح الذي يدافع به، بل ينبغي أن نقول: الذي يهاجم به أعداء الله، ويعامل كل أحد بالسلاح الذي يناسب حاله، والناس يختلفون في هذا الشيء، فمن الناس من يحاجّ في العقيدة، فيحتاج الإنسان إلى تعلم العقيدة التي يدافع بها العقائد الفاسدة، ومن الناس من يهاجم الإسلام بالأخلاق السافلة، فيجب على الإنسان أن يتعلم الأخلاق الفاضلة، وأن يتعلم مساوئ الأخلاق السافلة وآثارها السيئة، وهلم جرّاً.
(خامساً) : كذلك أيضاً ينوي طالب العلم بطلبه العلم: أن يقيم عبادة الله على ما يرضي الله عز وجل؛ لأن الإنسان بدون التعلم لا يمكن أن يعرف كيف يعبد الله، لا في وضوئه، ولا صلاته، ولا صدقته، ولا صيامه، ولا حجه، وأيضاً يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بعلمه فيبين الشريعة للناس ويدعوهم إلى التمسك بها.
فالعلم في الحقيقة من أفضل العبادات وأجلِّها وأعظمها نفعاً، ولهذا تجد الشيطان حريصا على أن يصد الإنسان عن العلم، فيأتيه مرة بأنَّه إذا طلب العلم يكون مرائياً لأجل أن يراه الناس ويقولوا إنه عالم فيستحسر ويقول: مالي وللرياء، أو يقول له: انوِ بطلبك العلم الشرعي شيئاً من الدنيا حتى يحق عليك الوعيد (من طلب علما مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم ير رائحة الجنة) ، ويأتيه بالأشياء الكثيرة التي تصده عن العلم، ولكن على المرء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يمضي لسبيله، ولا يهتم بهذه الوساوس التي تعتري قلبه، وكل ما أحس بما يثبطه عن العلم - بأي وسيلة -: فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليقل " اللهم أعني "، وما أشبه ذلك.
وأقول لهذا الطالب:
امض لسبيلك، اطلب العلم، لا يصدنك الشيطان عن ذكر الله، ولا عن طلب العلم، واستمر وأنت سوف تلاقي صعوبة ومشقة في تصحيح النية، ولكن تصحيح النية أمر سهل، فامض أيها الشاب في سبيلك، واستعن بالله عز وجل، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
" فتاوى نور على الدرب " (العلم) / نقلاً عن موقع الشيخ العثيمين – رحمه الله -.
وفي ظننا أن فيك خيرا كثيرا، إن شاء الله، وأن كلام أئمة العلم والدين، ونصيحة الشيخ العثيمين رحمه الله سيكون لكل ذلك موقعه من عقلك وقلبك وحياتك.
واعلم أن والدك لا يريد لك إلا الخير، وأن كل ما تفعله من الطاعات والعبادات فهو لك ولوالديك.
ثم تذكر ـ أيها الابن الحبيب ـ أن الفوز ببركة القرآن في الدار الآخر مشترك بينك وبين أبويك، فالخسارة بإهماله ـ من ثم ـ مشركة بينك وبينهما:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا) .
رواه أبو داود (١٤٦٤) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا يقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن "
رواه الحاكم (١/٧٥٦) وقال صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني: " حسن لغيره " كما في صحيح الترغيب.
فالخير والسعادة في طاعة الله في الدنيا، وطاعة والديك واجبة عليك، والعبادات التي تفعلها ليست لأحدٍ من البشر، إنما هي لله تعالى ربك، ونسأل الله تعالى أن يهديك ويوفقك لما يحب ويرضى.
والله الموفق
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب