ـ[متى يكون الشخص مبتلى بالوسواس وهل يمكنه الحكم على نفسه بالوسواس؟ أرجو أن تفسروا هذه الفقرة في سؤال رقم (٦٢٨٣٩)" بل إن المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به، عند بعض أهل العلم، ما لم يقصد الطلاق، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:(المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طلاق في إغلاق) . فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق) انتهى، نقلا عن: فتاوى إسلامية ٣/٢٧٧ " كيف يكون هذا الوسواس؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الوسوسة نوع من المرض، عافانا الله وإياك منه، وهي من تسلط الشيطان على الإنسان ليُدْخِل عليه الهم والحزن والكرب والضيق.
والوسوسة أنواع، فمن ذلك: الوسوسة في الطلاق، فيظن الموسوس أنه طلق زوجته، ويحدِّث نفسه بالطلاق، ويعتريه الشك هل تلفظ بالطلاق أم لا؟ هل طلق أو لا، ويبقى في حيرة من أمره، مع أنه لا يريد طلاق زوجته ولا يرغب في ذلك.
وبعضهم إذا تكلم بكلمة معينة أو لم يَرُدَّ على زوجته، ظن أن الطلاق يقع بذلك، وأن هذا كناية عن الطلاق، وكل هذا وهم لا حقيقة له، وربما شعر أن الكلمات خرجت من فمه وأنه سمعها. فمثل هذا المبتلى حتى لو فرض أنه تكلم بكلام مسموع، فما دام أنه موسوس، ولم يُرِد الطلاق إرادة حقيقية، فلا يقع طلاقه، هذا معنى كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المنقول في الجواب السابق.
ومن الناس من يوسوس في الطهارة، فكلما توضأ أعاد الوضوء ظنا منه أنه لم يغسل أحد الأعضاء، أو أن وضوءه قد انتقض، أو أنه إن لم يُعد الوضوء سيظل في شك بقية يومه، وهكذا يسيطر عليه شعور قوي يدعوه إلى إعادة الطهارة، ولا تهدأ نفسه حتى يفعل. وقد ذكرنا في أجوبة عدة أن علاج الوسوسة يكون بتقوية الإيمان بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة، مع عدم الالتفات للوسوسة والاستجابة لها.