للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخول الحائض لما يلحق بالمسجد

[السُّؤَالُ]

ـ[عندنا مسجد يتكون من ثلاثة أدوار: الدور الأعلى مصلى للنساء، والدور الذي تحته المصلى الأصلي، والدور الذي تحته وهو عبارة عن (قبو) فيه المغاسل ومكان للمجلات والصحف الإسلامية وفصول دراسية نسائية ومكان لصلاة النساء أيضا، فهل يجوز للنساء الحُيّض دخول هذا الدور السفلي؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

يرجع في ذلك إلى نية من أوقف المسجد، فإن كان نوى أن يكون الدور الأسفل جزءاً من المسجد فحكمه حكم المسجد، فلا يجوز للحائض دخوله.

وإن كان نوى أنه ليس من المسجد وإنما تكون فيه المغاسل وغيرها فلا يعد هذا الدور من المسجد، ولا يأخذ حكم المسجد، وعلى هذا يجوز للحائض دخوله والجلوس فيه.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله:

(إذا كان المبنى المذكور قد أعد مسجدا ويسمع أهل الدورين الأعلى والأسفل صوت الإمام صحت صلاة الجميع، ولم يجز للحيض الجلوس في المحل المعد للصلاة في الدور الأسفل؛ لأنه تابع للمسجد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)

أما مرورها بالمسجد لأخذ بعض الحاجات مع التحفظ من نزول شيء من الدم فلا حرج في ذلك؛ لقوله سبحانه: (وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ) النساء / ٢٢١، ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عائشة أن تناوله الحمرة (وهي السجادة) من المسجد، فقالت: إنها حائض، فقال صلى الله عليه وسلم: إن حيضتك ليست في يدك

أما إن كان الدور الأسفل لم ينوه الواقف من المسجد، وإنما نواه مخزنا ومحلا لما ذكر في السؤال من الحاجات، فإنه لا يكون له حكم المسجد، ويجوز للحائض والجنب الجلوس فيه ولا بأس بالصلاة فيه في المحل الطاهر الذي لا يتبع دورات المياه كسائر المحلات الطاهرة التي ليس فيها مانع شرعي يمنع من الصلاة فيها، لكن من صلى فيه لا يتابع الإمام الذي فوقه إذا كان لا يراه ولا يرى بعض المأمومين؛ لأنه ليس تابعا للمسجد في الأرجح من قولي العلماء.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز ١٠ / ٢٢١

والله اعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>