للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصرانية مترددة في الدخول في الإسلام وتطلب نصحها وتوجيهها

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا حاليّاً مسيحية، وقد بدأت أبحث فى الإسلام عندما قال لي رفيقي إنه يرغب في الزواج مني، وقد قرأت الكثير من الكتب، وواظبت على الذهاب للمسجد، وأنا أستمتع – حقيقة - بالقراءة عن الإسلام؛ بالرغم من حيرتي؛ وعدم فهمي لبعض جوانب الإسلام؛ ولكون أسرتي تدين بالمسيحية: فإنها غير سعيدة لبحثي في الإسلام، ولهذا فأنا بحاجة للنصح حول ما يجب عليَّ القيام به؟ ما زالت تراودني بعض الشكوك حول الإسلام، لكني أتطلع لعيش حياة أكثر روحانية كمسلمة، ومع ذلك فأنا أخشى ألا أتمتع بإيمان قوي أو أن أفقده بسهولة، برجاء تقديم العون لي بالإجابة على هذه الأسئلة، فأنا بحاجة للمساعدة، وأعاني من ضغط عصبي شديد. وشكراً.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

١. إننا لنسعد بأنك قرأتِ عن الإسلام، ورأيتِ كيف يعبد المسلمون ربهم تعالى، ونشعر في قرارة أنفسنا أنه تولَّد لديك شعور براحة وطمأنينة قد لا تستطيعين التعبير عنها، لكنها بالتأكيد موجودة؛ لأنك في الواقع أحييتِ الفطرة التي فطر الله الناس جميعاً عليها، وهي توحيد الله تعالى، والإيمان به وحده لا شريك له.

٢. ولو تأملتِ في حال غير المسلمين ممن دخل في هذا الدين العظيم لرأيتِ عجباً، فليس يوجد يوم لا يدخل فيه أحدٌ في الإسلام، ولكل واحدٍ من أولئك قصة، وليس لهؤلاء مصلحة دنيوية في دخول الإسلام، بل كل أولئك يدخل الإسلام عن اقتناع واعتقاد جازم بأنه الدين الحق.

٣. ونحن وإن كنا نحب الهداية لكِ ولأهلك لكننا نرجو أن لا يكونوا عقبة بينك وبين الهداية لهذا الدين، واعلمي أن يوم القيامة آتٍ لا محالة، وفيه كل واحد من الناس يقول " نفسي، نفسي "، وفي ذلك اليوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل واحد منهم شأن يغنيه، فسارعي في إنقاذ نفسك أولاً، ثم التفتي لأهلك، واسعي في هدايتهم وإرشادهم، ولا تجعلي أحداً يحول بينك وبين الهداية، وفي تعليمات الطيران عند وقوع حالة طارئة في الطائرة تقول التعليمات: ضع الأكسجين لنفسك أولاً، ثم التفت لمن بجانبك، يعني: أنقذ نفسك، ثم باشر بإنقاذ من بجانبك، ولو كان أقرب الناس لقلبك، وفي شرعنا يقول الله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) فعليك بنفسك أولاً، سارعي دون تردد في اللحاق بالركب المبارك الذين يتقدمهم الأنبياء والمرسلون، واعلمي أنكِ على الحق والصراط المستقيم الذي سار عليه أولئك الصفوة من خلق الله تعالى.

٤. في ديننا الحنيف لا يتم إسلام أحد إلا بأن يؤمن بالأنبياء والمرسلين جميعاً، وبكتبهم التي أنزلها الله تعالى عليهم، ومن ينتقص أحداً منهم فإنه يخرج من الدين، بينما الأديان الأخرى تنتقص بعض الأنبياء والمرسلين، وكل أتباعهم لا يؤمنون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فانظري للفرق العظيم بين ديننا الذي يأمرنا بالإيمان بأولئك الصفوة من خلق الله وتعظيمهم وتقديرهم، وبين غيرنا ممن يكفر برسولنا – وبغيره – وينتقص بعض الأنبياء والمرسلين، ويتهمونهم بما يُستحيى من ذكره.

٥. تعرَّض هذا الدين المبارك لكثير من الطعن والتشويه في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ولكن بفضل الله تعالى ما ازداد أهله إلا تمسكاً به واقتناعاً؛ لأنهم رأوا الطعن والتشكيك قائمين على الهوى والجهل والحقد، وليس له أصل من العلم، ومع كل تلك الحرب والتشكيك في الإسلام فإننا نرى الآلاف يدخلون في دين الله أفواجاً من شعوب تلك البلدان التي يتزعم المتطرفون فيها الطعن والتشكيك في الإسلام.

وخذي مثالاً على ذلك: أمريكا، فبعد أحداث ما يعرف بـ " الحادي عشر من سبتمبر " بلغ عدد من دخل في الإسلام في أمريكا (٢٥٠٠٠) مسلماً، وهي أعلى نسبة في تاريخها، وهذا مع التشكيك والطعن والتشويه للإسلام من قبل الحكومة ومن قبَل كثير من المؤسسات والجمعيات.

٦. ونحب أن نطمئنك أنك لن تجدي شيئاً في الإسلام قابلاً للتشكيك، وأحكام الله وشرائعه محكمة، شرعها الله تعالى لتكون صالحة مصلحة في كل زمان ومكان، وها نحن في هذا الموقع قد تلقينا رسائل كثيرة من أناس توقفوا عن الدخول في الإسلام بسبب ما يسمعونه من طعن وتجريح وتشكيك في أحكام الإسلام، وقد أجبناهم عنها، وسرعان ما تبين لهم الحق والصواب، فلم يتردد من أراد الله هدايته وإنقاذه من الهلاك من أن يعلن إسلامه واستسلامه لهذا الدين وأحكامه.

٧. في هذا الدين العظيم ما يجعل إيمانك قويّاً ويزداد يوماً بعد يوم، فالإيمان في الإسلام يزداد بالطاعات، وفي الإسلام سبل كثيرة تجعل إيمانك في ازدياد مستمر لو أنك تقومين بتلك الطاعات، فلا تجعلي هذا الأمر عائقاً لك في دخولك في الإسلام، فالقرآن الكريم آياته كثيرة، نجزم لك أن قراءة كل آية فيه تزيد في إيمانك، وكل ركعة تصلينها تجعل إيمانك في ازدياد، وهكذا الصيام والعمرة والحج والصدقات وإعانة المحتاجين وغير ذلك من أبواب الخير.

٨. تداركي نفسك، والتحقي بهذا الركب، واركبي سفينة النجاة، ولا تترددي، واشكري الله تعالى أن هيأ لك فرصة تقرئين فيها عن الإسلام، وترين المسلمين وهم يصلون، وأن هيأ لك موقعاً إسلاميّاً موثوقاً تراسلينه، وتطلبين منه النصح والإرشاد، وهذه نعَم يبذل غيرك فيها الأموال والأوقات حتى يتحصل على شيء منها، فلا تفوتي الفرصة من يديك، ولا تجعلي لأحد من الناس فرصة ليثبطك عن الدخول في هذا الدين.

ونحن نسأل الله تعالى أن يهديكِ لما يحب ويرضى، ونسأله تعالى أن يوفقك لما فيه خير وصلاح دينك ودنياك، ونسأله تعالى أن يعجِّل لك بالهداية، إنه على ذلك قدير.

والله الموفق

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>