احتبس المني من احتلام وأصابه الضرر فهل يستعمل العادة السرية؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر ٢٩ سنة، لقد استيقظت البارحة من نومي وكنت على وشك الاحتلام ولكن لم يتم نزول أي سائل , وعدت إلى نومي , لكن عندما استيقظت ثانية وجدت ألماً فظيعاً في الخصيتين , فأنا أعلم أن هناك بعضاً من السائل محبوس لدي؛ لأن هذا الوضع حدث معي من قبل وكنت أعالجه بأن أجلس في بعض الماء الدافئ فأتخلص من هذا السائل المحبوس، وبالفعل قررت أن أعالجه كما سبق أن ذكرت لكن الماء الدافئ لم يفعل أي شيء وكنت أتألم ألماً شديداً، فوسوس لي الشيطان أن أتخلص من هذا السائل عن طريق ممارسة العادة السرية ففعلت، وأقسم أنني قد تخلصت من هذه العادة منذ زمن بعيد لكني كنت تحت ضغط هذا الألم.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
العادة السرية محرَّمة، وقد سبق بيان ذلك في السؤال (٣٢٩) فليراجع.
وقد ذكر أهل العلم أنه يجوز استعمال العادة السرية إذا كان لدفع شهوة عارمة يمكن أن تؤدي بصاحبها لأن يقع في فاحشة الزنا أو اللواط، وكذا يجوز ذلك من أجل الفحص الطبي إن كان عازباً واضطر لمثل هذه الفحوص، وكذا يجوز استعمالها إن خاف على بدنه من ضرر احتباس المني، وهذه الحالة لعلها هي التي جاءت في السؤال، وفي كل الحالات لا يجوز تجاوز حد الضرورة، فلا يجوز تكرارها، والضرورة تقدَّر بقدرها.
قال الشيخ منصور البهوتي رحمه الله:
" ومن استمني بيده خوفاً من الزنا، أو خوفاً على بدنه: فلا شيء عليه إذا لم يقدر على نكاح، ولو لأمَة، ولا يجد ثمن أمة، وإلا حَرُم، وعزِّر " انتهى.
" الإقناع "(٤ / ٢٦٨)
وفي " شرح منتهى الإرادات "(٣ / ٣٦٤) :
" ومن استمنى من رجل أو امرأة لغير حاجة حرُم فعلُه ذلك، وعزِّر عليه؛ لأنه معصية، وإن فعله خوفا من الزنا أو اللواط: فلا شيء عليه، كما لو فعله خوفاً على بدنه، بل أولى " انتهى.
ونحن نشد على يديك إذ تركت هذه العادة السيئة، فاثبت على ذلك، وإن كان ما فعلته إنما هو بسبب الألم، فلا إثم عليك إن شاء الله تعالى.