هل تجب طاعة أبي في اختيار الزوج وكيف أعدّل من أخلاقه
[السُّؤَالُ]
ـ[يظن والدي إن من سيتزوج ابنته يجب أن يكون من نفس جنسيتنا، يحب والدي التحكم في جميع تصرفاتنا، هل يمكن أن تعطيني دليلاً على أن الفتاة لها حق اختيار زوجها بغض النظر عن جنسيته، ما دام متديناً ووضعه جيد، يعتقد والدي بأن الفتاة ليس لها حق الاختيار وهذا الحق له هو وحده، ولكنني أظن بأنه سيختار شخصاً لمركزه ولجنسيته، فهل يجوز للفتاة أن تختار بنفسها إذا وجدت الشخص الكفء حتى لو كان والدها غير موافق عليه بسبب جنسيته؟
كما أن والدي يختار من الدين ما يوافق هواه، فهو يحب أن يري الناس ثروته وسلطته وقوة اسمه، هل يمكن أن تعطيني أي دعاء أدعو به لتتحسن أخلاقه ويصبح شخصاً سهل المعاملة؟ أرجو المساعدة.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
اشتراط الولي شرط من شروط النكاح، ولا يصح زواج المرأة بدون هذا الشرط، وهذا هو الصحيح وهو قول جمهور العلماء. راجع سؤال رقم (٢١٢٧)
وأحق الناس بالولاية هو الأب، لكن إن ثبتت عدم أهليته انتقلت الولاية إلى من يليه، كالجد مثلا.
ويراجع في تفاصيل هذه المسألة وأدلتها السؤال رقم (٧١٩٣) ورقم (٣١١١٩) .
ثانيا:
أما الشروط والموصفات الشرعية التي ينبغي اعتبارها في الزوج، فأهمها الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) أخرجه الترمذي (١٠٠٥) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (١٠٨٤) .
وراجع السؤال رقم (٦٩٤٢) و (٥٢٠٢) .
ثالثا:
أن من الشروط الشرعية رضا الزوجة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت " أخرجه البخاري (٤٧٤١) ، ومسلم (٢٥٤٣) .
فليس لأحد إجبارها على الزواج من شخص ما، وفي الحين نفسه ليس لها أن تزوج نفسها بغير إذن وليها.
فوجود الولي شرط مهم لصحة النكاح، وهي لا تُجبر على الزواج ممن لا ترغب في الزواج منه، ولا تعتبر عاقةً بذلك، قال شيخ الإسلام: " وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، فإن امتنع لا يكون عاقاً، كأكل ما لا يريد " الاختيارات ص ٣٤٤.
رابعا:
بالنسبة لوالدك وما هو عليه، فننصحك بالتالي:
الأول: الدعاء له بظهر الغيب، وليس هناك دعاء معين، فادعي الله أن يصلحه، وأن يفتح على قلبه.
ثانيا: الاستعانة ببعض زملاء الوالد أو الأقارب ممن يثق فيهم في محاولة إصلاحه.
ثالثاً: توفير ما تستطيعين من كتيبات وأشرطة بلغتك يكون فيها ترغيب في حسن الخلق، وترهيب من ضده وإهداؤها له بأسلوب لطيف عسى الله أن يجعله سبباً في صلاحه.
نسأل الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب