للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إجازته في رمضان، فما الحل؟

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي عويصة جداً، وهي تتعلق برمضان، فأنا من الهند، وأعمل في إحدى الدول العربية، ومتزوج وأهلي في الهند، والشركة تجبرني على أن آخذ إجازتي السنوية المكونة من ٢٥ يومًا في رمضان. وقد حاولت تغيير ذلك لكن دون جدوى، وحيث إني حديث عهد بزواج، فأنا أشعر بتعاسة شديدة؛ لأن إجازتي تقع في شهر رمضان.

وأتساءل: هل لي من عذر في رمضان؟ وإذا أفطرت يوماً واحداً من الشهر كيف أقضيه؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يخفف عنك، وأن يجعل لك من أمرك يسراً.

وهذه التعاسة التي تشعر بها ما هي إلا من وسوسة الشيطان، الذي لا يزال يتربص بالمؤمن ليفسد عليه دنياه وآخرته.

قال الله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) المجادلة/١٠.

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي (ص/٧٨٥) :

" (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) : هذا غاية مَكْرِهِ وَمَقْصُودِه " انتهى.

والمؤمن الصادق يستطيع بقوة إيمانه، وتوكله على ربه، وقناعته ورضاه بما قسم الله له، أن يتغلب على كل تعاسة أو هموم تصيبه.

وأنت - أخي السائل – في سعة من أمرك، فقد أعطاك الله فرصة الليل الطويل، تقضي فيه حاجتك مع أهلك، وأما في النهار فتنشغل بتلاوة القرآن وعمل الخير وزيارة الإخوان , وقضاء حوائج المنزل , ومتابعة حلقات العلم ودروس العلم، وبهذا تنظم وقتك، وتكسب الخير كله إن شاء الله تعالى.

كما أن لك رخصة في مباشرة زوجتك دون الجماع، بشرط أن تأمن على نفسك من الوقوع في المحظور.

انظر جواب السؤال رقم (٤٩٦١٤) (٢٠٠٣٢) .

وليس لك رخصةٌ في إتيان أهلك في نهار رمضان، بل يجب الحذر من ذلك، فشهر رمضان حرمته عظيمة، لا يجوز انتهاكها بالفطر دون عذر من سفر أو مرض، ومن أفطر في نهار رمضان بالجماع فقد ارتكب إثماً عظيماً يوجب الكفارة المغلظة، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم (١٦٧٢) ، (٤٩٧٥٠) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>