هل يجب تغيير الاسم إذا كان معناه غير جيد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجب تغيير الاسم إذا كان معناه غير جيد؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الأسماء قوالب للمعاني كما يقال، ولكل إنسان نصيبٌ من اسمه، فالإنسان مطلوب منه أن يتسمى بأسماء صالحة، ذات معنى حسن، حتى يكون له نصيب من اسمه.
قال ابن القيم:
لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها؛ فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
" زاد المعاد " (٢ / ٣٣٦) .
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة.
فعن ابن عمر: أن ابنة لعمر كانت يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة. رواه مسلم (٢١٣٩) .
وهذا الحكم –أعني تغيير الاسم إلى اسم حسن- على سبيل الاستحباب والأفضلية، وليس على سبيل الوجوب والإلزام.
والدليل على ذلك: ما رواه البخاري (٦١٩٠) عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: أَنْتَ سَهْلٌ. قَالَ: لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ.
والحزونة هي الصعوبة وشدة الخُلُق.
قال ابن بطال:
فيه أن الأمر بتحسين الأسماء وبتغيير الاسم إلى أحسن منه ليس على سبيل الوجوب اهـ من فتح الباري.
لأنه لو كان على سبيل الوجوب لما رفض الصحابي تغييره، ولألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره. والله أعلم.
لكن. . إذا كان الاسم مُعّبَّداً لغير الله، مثل: عبد النبي، أو عبد المسيح ونحو ذلك فهذا يجب تغييره، لأنه لا يجوز التعبيد لغير الله تعالى، لأن الخلق كلهم ملك لله تعالى وعبيد له.
قال ابن حزم رحمه الله:
اتفقوا على تحريم كل اسم مُعَبَّد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك اهـ
فتح المجيد (ص ٥٣١) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب