من مفاسد مشاركة المرأة في المنتديات
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله أنا فتاه ملتزمة وأشارك كثيرا بالإنترنت لإضافة الدروس والمواضيع، مؤخرا أصبحت مشرفه في منتدى تعليمي إسلامي، وبصراحة أعجبت كثيرا بشخصية المدير العام للموقع، هو شخص ملتزم ومثقف وبار بوالدته، هل يجوز لي أن أتصدق عنه وأدعو له وأنا أعرف عنه بعض المعلومات القليلة!!
وسؤال آخر: هل يجوز أن تحب الفتاه شخصا لأنه مسلم ومتدين ومثقف؟ وهل هذا يعتبر حبا في الله؟
وهل يجوز لي أن اخذ رقمه واتصل لأطمئن على عائلته وعليه، أو الحديث معه في بعض الأمور المتعلقة بالموقع؟!! .]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
من الآثار السيئة المترتبة على مشاركة المرأة في المنتديات هو افتتانها ببعض الرجال، وتعلق قلبها بهم، والعكس كذلك، لاسيما والمرأة ضعيفة تؤثر فيها الكلمة من نحو: أحسنت، وجزاك الله خيرا، فإذا تكرر الثناء، أثمر التعلق:
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
ولهذا كان الحزم هو عدم مشاركة المرأة في منتديات الرجال إذا أحست بشيء من ذلك.
والذي يظهر من سؤالك أن شيئا من هذا التعلق قد حل بك، ولهذا ننصحك بالبعد عن هذا المنتدى، وقطع العلاقة بمديره العام، عن طريق الإنترنت وغيره، وأن تقتصري على المشاركة في منتديات النساء، وهي كثيرة إن لم يكن لك بد من ذلك، بل النصيحة لك والحالة ما رأينا أن تحفظي نفسك عن تلك الفتن التي تموج بها الشبكة والمنتديات، وتغلقي عنك باب الفتنة الذي يوشك أن ينفتح عليك شيئا فشيئا عبر هذا المنتدى!!
والشيطان يلبس على الإنسان أمره، ويفتح له الذرائع التي تجرئه على باب المعاصي، ويخلط له بين المشروع وغير المشروع، ويلبس له الحق بالباطل، ويدخل لكل امرئ من المدخل المناسب له، فصاحبة الأغاني تتعلق بأهل الغناء، وأما التي تحب الدين والالتزام، فهناك من الرجال من يحبون ذلك أيضا؛ فلكل ساقطة لاقطةٌ، ولكل طعام أَكَلَةٌ!!
فحذار ـ يا أمة الله ـ من أي تواصل مع هذا الشاب الذي بدأ يتسرب التعلق به إليك، وحذار من طلب رقمه أو الاتصال عليه، فإنه –في مثل هذه الحال- باب الفتنة، نسأل الله العافية والسلامة.
وأما الدعاء له فلا حرج فيه، وأما الصدقة فاجعليها لنفسك، فأنت أولى بكل حسنة، وميزانك أحوج إليها: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) .
وإياك ـ يا أمة الله ـ أن تأمني كيد اللعين، أو تثقي بقوتك على الخلاص من أمر تفتحين بابه عن عمد، وتأتينه عن بينة، فكم ممن سبقك، ظن الأمر لعبة، يوشك أن تنتهي عن قريب، وما هي إلا خطوات، حتى تاه منه الطريق، وصار الرجع عنه حلما أو ضربا من الخيال. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور/٢١
فاعتبري يا أمة الله بمن سبقك، وأعاذنا الله وإياك من أن نكون عبرة لغيرنا!!
قال بعض الحكماء: لم أر حقاً أشبه بباطل ولا باطلاً أشبه بحق من العشق؛ هزله جد، وجده هزل؛ أوله لعب وآخره عطب:
تولَّع بالعشق حتى عشِقْ فلما استقلَّ به لم يُطِقْ
رأى لُجَّة ظنها موجةً فلما تمكن منها غرق
نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، ويجنبنا وإياك الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب