حكم استعمال أعشاب لفرد الشعر تعطي لونا أسود داكنا
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت عن فرد الشعر بالأعشاب الطبيعية وأنا مقبلة على الزواج وأريد فرد شعري لأتزين به لزوجي، ولكنني سمعت أن هذه الأعشاب تعطى الشعر لونا أسود داكنا، وأنا شعري به بعض الشعرات البيضاء. فهل استخدام هذه الأعشاب في مثل حالتي يجوز أم لا علما بأنني منتقبة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
لا حرج في استعمال الأعشاب الطبيعية في فرد الشعر أو غيره من الأغراض المباحة، إذا انتفت المضرة؛ لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) البقرة/٢٩.
ثانيا:
لا يجوز صبغ الشعر بالسواد، للمرأة أو الرجل، أو الشابة أو الكبيرة؛ لعموم الأدلة في المنع من ذلك.
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: رأيت بعض الناس يستعملون مواد تغير لون الشعر سواء تجعله أسود أو أحمر، ورأيتهم يستعملون مواد أخرى تجعل الشعر المجعد ناعما، فهل يجوز من ذلك شئ؟ وهل الشباب مثل الشيوخ في الحكم؟
فأجابوا: "تغيير الشعر بغير السواد لا حرج فيه، وكذلك استعمال مواد لتنعيم الشعر المجعد، والحكم للشباب والشيوخ في ذلك سواء، إذا انتفت المضرة وكانت المادة طاهرة مباحة.
أما التغيير بالسواد الخالص فلا يجوز للرجال والنساء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب، واجتنبوا السواد) ". انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (٥/١٦٨) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " صبغ الشعر إذا كان بالسواد فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، حيث أمر بتغيير الشيب وتجنيبه السواد قال: (غيِّروا هذا الشيب وجنِّبوه السواد) .
وورد في ذلك أيضاً وعيد على من فعل هذا، وهو يدل على تحريم تغيير الشعر بالسواد، أما بغيره مِن الألوان: فالأصل الجواز إلا أن يكون على شكل نساء الكافرات أو الفاجرات، فيحرم من هذه الناحية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) [رواه أبو داود (٤٠٣١) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (٥/١٠٩) ] " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (١١/١٢٠) .
ومراده بالوعيد: قوله صلى الله عليه وسلم: (يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) رواه أبو داود (٤٢١٢) والنسائي (٨/١٣٨) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٨١٥٣) .
ومعنى (لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) : أي: لا يجدون رائحة الجنة.
ثالثا:
يجوز استعمال الأعشاب المذكورة لتنعيم الشعر، لكن إن كانت تعطى لونا أسودا داكنا فلا يجوز استعمالها لمن في رأسها شيب.
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: " تستعمل بعض النساء خلطة لتنعيم الشعر، وهذه الخلطة مكونة من الحناء ومجموعة من الأعشاب، من بين هذه الأعشاب عشب يصبغ الشعر بالسواد، فما حكم استعمال هذه الخلطة؟ علما بأنهن يستعملنها لغرض تنعيم الشعر وليس لصبغه بالسواد، حيث إن بعضهن يكون شعرها أسود، وما حكم استخدامها لامرأة شعرها أسود لكن يوجد من بينه شعيرات بيضاء نبتت ليس لكبر في السن فهي تستخدمها أيضا لغرض تنعيم شعرها؟ أفيدونا في ذلك أفادكم الله. وجزاكم الله خير الجزاء.
فأجاب: لا حرج في استعمال المعجون المذكور لتنعيم الشعر إذا كانت المرأة المستعملة لذلك ليس فيها شيب، أما مع الشيب فلا يجوز استعمال ما يجعل الشيب أسود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب، واجتنبوا السواد) " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (١٠/٥٣) .
وعليه؛ فإذا كانت هذه الأعشاب تعمل عمل الصبغة بالسواد، فتجعل الشعر أسود داكنا كما ذكرت، فلا تستعمليها.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب