يأمرهم والدهم بالصلاة والتمسك بتعاليم الإسلام ولا يصلي
[السُّؤَالُ]
ـ[يعرف والدي كل الأمور الواجب فعلها كي يصبح الواحد مسلما، وهو يأمرنا دائما أن نفعل ما يأمرنا الله بفعله، ويدلنا على الطريق الصحيحة ويبينها لنا. والدي يحب الله، وهو يأمرنا أن نصلي ونصوم وأن نفعل الأمور التي ترضي الله عنا، ولم يسبق له أن ذكر الإسلام بسوء مطلقا. وهو يريد من الجميع أن يكونوا مسلمين. غير أنه لا يفعل تلك الأمور، فهو لا يصلي ولا يصوم ولا يفعل أي شيء من ذلك القبيل..
فماذا تقول في ذلك؟ وماذا علينا أن نفعل؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
لا يجوز لوالدك أن يترك الصلاة، لأن ترك الصلاة كفر، يراجع للأهمية جواب سؤال رقم (٢١٨٢) و (١٠٠٩٤) .
ثانياً:
يجب أن يحذر والدك من مغبة فعله هذا، وهو أن يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، فقد جاء الوعيد الشديد فيمن كان هذا حاله.
عن أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه".
رواه البخاري (٣٠٢٧) ومسلم (٥٣٠٥) .
أقتاب بطنه: أمعاؤه وأحشاؤه.
ثالثاً:
والواجب عليكم تجاه هذا الأب الاجتهاد في دعوته وإرشاده إلى وجوب أداء الصلاة، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن حرصكم على هداية والدكم من أعظم البِر به، وعليكم الصبر على ذلك، والاجتهاد في الدعاء له بالهداية.
وتذكر قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه وهو يدعوه 'إلى الشرك، وكيف كان رد إبراهيم عليه وتلطفه في الخطاب معه.
وكذا قصة أبي هريرة مع أمه وحرصه على دعوة أمه وهدايتها ولعلها أن تكون دافعاً لكم على الاجتهاد في دعوة أبيكم.
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قَالَ فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلا يَرَانِي إِلا أَحَبَّنِي.
رواه مسلم (فضائل الصحابة / ٤٥٤٦) .
وفَّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد