للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعترض على مغفرة الله لسيئات الكافر إن هو أسلم، ومحاسبة الله للمسلم العاصي!

[السُّؤَالُ]

ـ[إنني قد ولدت مسلماً - والحمد لله -، أريد أن أسأل سؤالاً أزعجني كثيراً في الآونة الأخيرة، كنت أتناقش وزميل لي في العمل حول مغفرة الله للكافر إذا ما أسلم عند موته، فقال زميلي: بأن الله يغفر للكافر إذا ما نطق بالشهادة عند موته، وقد قلت له: كيف يغفر الله له كل هذه الآثام؟ وأقصد بقولي أنه قد جمع جميع الملذات أيام كفره، فلا حصر لما مارسه من زنا، مع نساء، أو رجال، وقد كان يشرب الخمر، ويقتل، ثم إنه بعد ذلك يسلم عند موته؟ فلماذا يغفر الله له؟! فهذا ليس عدلاً في منظور أي فرد وخاصة المسلمين، أليس كذلك؟ وإنني أعني أنه لو قال كافر: " إنني سوف أشرب الخمر، وأزني بالنساء دونما زواج، وإذا ما قرُبت منيتي: أسلمت لله "، أو إنه حتى لم يفكر في ذلك، ولكنه أسلم في النهاية، على أية حال (وكان إسلامه صادقاً) ، فلماذا يغفر الله له؟ كما أنني مسلم صادق، وأعبد الله وحده، وقد قال زميلي: إن الله سوف يغفر له لأنه لم يكن على معرفة بالإسلام، ولكنني لم أصدق مثل هذا القول، ولا أرضى به؛ لأنه لو غفر الله له فماذا عن سيئاتي أنا وهل يغفرها الله؟ وإذا ما كان الله يغفر للكافر في آخر لحظات حياته: فإن هذا غير عادل تماماً بأن لا يحاسبه على جميع أعماله، ولماذا أُسأل أنا (المسلم) عن سيئاتي بينما يغفر للكافر؟ . برجاء الإجابة على هذا السؤال؛ حيث إنه أقضَّ مضجعي، ليلاً، ونهاراً، ولا أريد أن تجيبني بأنه ليس لنا أن نحكم في هذا، لأن هذه كانت ضمن الإجابات التي قيلت لي كثيراً، ولكنني أريد إجابة أفضل، وأكثر إيضاحاً. جزاك الله خيراً.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

قبل الإجابة لا بد من التنبيه على أمرٍ جلل، وهو أنه يحرم الكلام في دين الله تعالى بغير علم وهدى.

قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف/ ٣٣.

كما أنه يحرم الاعتراض على شرع الله في أحكامه، بل يجب التسليم، ولا مانع من السؤال عما خفي حكمه، أو حكمته، لكن ليس أن يبدأ بالاعتراض والرد، فيقول القائل: كيف هذا، وأنا لا أرضى به؟! حتى لكأنه يتحكم في أمر من ملكه، أو يحكم على صبي من بني جنسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء/ ٦٥.

فنحن وإن كنا فرحين بمراسلتك لنا، واستفسارك عن المسألة، لكن قد أحزننا، بل أفزعنا، ذلك الكلام، وذلك الحوار بينك وبين صاحبك، فهلا سألتما ـ قبل الاعتراض، والرد والتكذيب ـ عما جهلتما؛ فإنما شفاء العيّ السؤال؟!

وهل علمتما خطر الرد والتكذيب بأمر، لم تحيطا به علماً؟! قال الله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) يونس/٣٩.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:

" والذي حملهم على التكذيب بالقرآن المشتمل على الحق الذي لا حق فوقه، أنهم لم يحيطوا به علمًا؛ فلو أحاطوا به علمًا وفهموه حق فهمه، لأذعنوا بالتصديق به ... وهذا التكذيب الصادر منهم، من جنس تكذيب من قبلهم، ولهذا قال: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} وهو الهلاك الذي لم يبق منهم أحدًا.

فليحذر هؤلاء أن يستمروا على تكذيبهم، فيحل بهم ما أحل بالأمم المكذبين والقرون المهلكين.

وفي هذا دليل على التثبت في الأمور، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يبادر بقبول شيء أو رده، قبل أن يحيط به علمًا ".

ثانياً:

أيها الأخ السائل:

لنا مع كلامك الذي سطرته آنفاً وقفات، نرجو تأملها، والتفكر بها:

١. ما كان ينبغي لك الاعتراض على رحمة الله، وفضله، وكرمه، وأنت أحوج ما تكون لذلك؛ لأنه لا بدَّ أن يقع منك تقصير في حق الله، ما تحتاج معه لرحمة ربك تعالى، واعلم أن ما تقدمه من أعمال لا يؤهلك لدخول الجنة به، ولا يدخل أحدٌ الجنَّة – حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم – إلا برحمته عز وجل.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ. قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا أَنَا، إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ) . رواه البخاري (٦٠٩٨) .

٢. اعلم أن مقارنتك المذكورة ليست أكثر من مغالطة، أو وسوسة لفظية من وسوسات الشيطان؛ فالله جل جلاله لا يغفر للكافر حين كفره: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) النساء/٤٨. وإنما يغفر الله تعالى للكافر إذا أسلم وآمن، يعني: أنه حين كفره قد صار مسلماً، تائباً من أعمال الجاهلية والكفر، قد بدأ صفحة جديدة مع ربه، وعفا الله له عما سلف، لأجل إسلامه؛ فأنت توازن في حقيقة الأمر بين مسلم تاب من ذنب سابق، ومسلم آخر مقيم على ذنب في الحاضر!!

٣. اعلم أن فضل الله تعالى على الناس عظيم، فهو يغفر الذنب مهما عظم، ويقبل التوب من التائب، بل ويفرح بتوبة عبده - مع استغنائه عز وجل عن جميع خلقه -، ليس هذا فحسب، بل ويبدل سيئاته حسنات! ولا فرق في هذا بين كافر أسلم، وبين عاصٍ تاب.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/ ٦٨ – ٧٠.

ومما لا شك فيه أن أمر التوبة من المعصية أهون من إسلام الكافر، فأنت تتقلب في نعم الله تعالى، والتوفيق للتوبة والاستغفار توجد له أسبابه الكثيرة وأنت في دائرة الإسلام، وأنَّى يكون مثل هذا لكافر يحتاج أولاً أن يتخلى عن دينه، ثم يدخل في الإسلام؟! ولعظم أمر التخلي عن التدين بغير الإسلام، وعظم التخلي عن المعصية: وعد الله تعالى جميع هؤلاء بمغفرة ذنوبهم، وإبدالها حسنات إن هم فعلوا الصواب، فأسلم الكافر، وتاب العاصي، وهذا من عظيم فضل الله تعالى ورحمته.

فاعتراضك على أن الله يسألك عن ذنوبك، ولا يسأل الكافر إذا أسلم: في غير محله؛ لأنه جاء بما يمحو ذنوبه كلها، فبماذا جئت أنت؟ وما هو مطلوب منك أنت أيسر مما هو مطلوب منه، فمن يقال له: دع دينك الذي أنت عليه: يُغفر لك ذنبك: أتساويه بمن يقال له من المسلمين: تب من معصيتك: يُغفر لك ذنبك؟! فمن جاء بما يمحو به ذنبه من إسلام، أو هجرة، أو توبة، أو حد يقام عليه: غفر له ذنبه، ومن لم يأت من ذلك بشيء فهو إلى الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه، إلا أن يلقى الله تعالى بالكفر، فمثله لا يغفر الله له.

قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) النساء/ ٤٨.

وهذا وجه آخر في الرد على كلامك: وهو أن لقاء المسلم ربه بذنوبه لا يعني الجزم بتعذيبه عليها، بل قد يغفرها الله له، بخلاف الكافر فإنه محروم من المغفرة حرماناً أبدياً، ومخلد في النار أبد الآبدين، إذا لم يتب من شركه.

٤. وهل تظن الأمر بهذه السهولة حتى تعترض عليه؟! فهل كل من جاء بالكفر، والمعاصي الكبيرة والصغيرة هل تظن مثل هؤلاء يوفق للإسلام قبل وفاته، حتى تظن أنه سوف يقول: أنا أزني، وأقتل..، ثم أتوب قبل أن أموت؟ وهل يعلم أحد متى تأتيه منيته؟ وهل يجزم أحد بتوبته قبل لقاء ربه؟ هذا أبو طالب مثال، فقد كان مدافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومقتنعاً بصدقه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو بنفسه الداعي له للدخول في الإسلام بكلمة واحدة، فهل قالها؟ هل وُفِّق لقولها؟ وهل انتفع والد إبراهيم بدعوة ابنه عليه السلام؟ وهل انتفعت امرأة نوح وولدها بدعوة نبي الله نوح عليه السلام؟ ليس الأمر كما ظننته أخي السائل بهذه السهولة، أن يكفر الكافر ثم يسلم وقتما شاء، أو يعصي العاصي ثم يتوب وقتما شاء، إن المسألة متعلقة بتوفيق الله، وهدايته، وبما تكنه صدورهم من حب الخير لأنفسهم، والبحث عن الحق، فاجعل قلبك معلقا بربك أن يوفقك، ويحسن ختامك، ويصلح لك شأنك.

٥. وكما أن الله تعالى يقبل توبة العاصي، وإسلام الكافر، قبل موتهما – ما لم يغرغرا -: فإنه يُحبط عمل المسلم إذا ختم حياته بردة، ولو قضى عمره كله في الطاعة، فعاد الأمر إلى صدق الباطن وكذبه عند الطرفين، ولا علاقة لحياة الأول المليئة بالكفر والمعاصي، ولا حياة الثاني المليئة بالطاعة، بل العبرة بالخواتيم، ولا تغتر بما يظهر لك من نفسك، ومن الناس، واحرص على صلاح الباطن، فالأمر بما يعلمه الله بما في بواطن الناس لا بما ظهر لنا منها.

عَنْ سَهْل بنِ سَعْد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) .

رواه البخاري (٢٧٤٢) ومسلم (١١٢) .

وفي رواية للبخاري (٦٢٣٣) بزيادة في آخره: (وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ) .

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -:

وقوله (فيما يبدو للناس) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمل سييء، ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة.

" جامع العلوم والحِكََم " (١ / ٥٧) .

فتأمل أخي السائل حكمة الرب الجليل من هذا التشريع، فالطائع لا ينبغي له أن يغتر بعمله، فإنه لا يدري بم يُختم له، والعاصي لا يقنط من رحمة ربه؛ فإنه لعله أن يوفق للتوبة.

قال النووي – رحمه الله – في فوائد الحديث الأخير -:

ففيه التحذير من الاغترار بالأعمال، وأنه ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها، ولا يركن إليها؛ مخافة من انقلاب الحال للقدر السابق، وكذا ينبغى للعاصي أن لا يَقنَط، ولغيره أن لا يقنِّطه من رحمة الله تعالى.

" شرح مسلم " (٢ / ١٢٦، ١٢٧) .

٦. واعلم أخيراً: أن ما ذكرناه من قبول الله تعالى لإسلام الكافر، وتوبة العاصي: إنما هو في حال أن يكون ذلك منهم قبل حضور الموت، وقبل الغرغرة.

قال تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) النساء/ ١٨.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.

رواه الترمذي (٣٥٣٧) وابن ماجه (٤٢٥٣) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".

ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه يقبل التوبة حتى ممن جُهزت الحجارة لرجمه، وجهز السيف للقصاص منه، وأصيب بمرضٍ أيس من شفائه - كما بيناه في جواب السؤال رقم: (١٨٠٧) - وكل ذلك لا يصدق عليه أنه في حال الغرغرة، ولا حضره الموت، وهذا من لطف الله تعالى، ورحمته، وعظيم فضله، وبالغ كرمه، وقد سبقت رحمته تعالى غضبه، وادخر تعالى للخلق تسعاً وتسعين رحمة في الآخرة، فهذا الرب تعالى الذي آمنَّا به، وعلمنا أسماءه وصفاته، ونرجوه أن يغفر لنا زلاتنا، ويستر علينا ذنوبنا، ويتجاوز عنها، ونرجوه عظيم فضله، وواسع جنانه يوم نلقاه.

ولتعلم يا عبد الله أن أمر الله في عباده دائر بين العدل والفضل؛ فالله حكم قسط، لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) النساء/٤٠؛ فتأمل كيف أن الله جل جلاله وعد، وهو جل جلاله لا يخلف الميعاد، ألا يظلم مثقال ذرة، وهذا عدله سبحانه، وأما فضله: فيضاعف الحسنات: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة. فتعرض لنفحات ربك، وتعرض لرحمته وفضله، ودع عنك الوساوس ومغاليط الكلام.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>