للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبول الأعمال الصالحة ممن يرتكب الزنا

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يقبل الله صلاة وصيام من يقوم بالزنى وهل إذا تاب يتوب الله عليه؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نعم يقبل الله منه ما عمل من الصالحات من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك، ويقبل توبته أيضا كما قال عز وجلّ (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون) الشورى/٢٥، ولكن بشرط أن تكون التوبة صحيحة فهل ندم هذا الشّخص حقّا على ما فات وهل عزم فعلا على عدم العودة وهل يا ترى قد تخلّص من كلّ شيء يؤدّي به إلى المعصية من علاقة أو عنوان أو رقم هاتف أو اقتراب من مكان حرام أو صديق سوء أو فيلم أو صورة ونحو ذلك. الذي نظنّه أنّ هذا الشّخص لو تاب حقا فسيقلع عن هذه المعصية.

ثمّ إنّ الزنا فاحشة من أكبر الفواحش قال الله تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) الإسراء/٣٢.

والزانية والزاني المحصنان بالزواج يعاقبان بأشنع عقوبة وأشدها وهي رجمهما بالحجارة حتى الموت ليذوقا وبال أمرهما وليتألم كل جزء من جسديهما كما استمتعا به في الحرام مع وجود ما يُغني بالحلال، والزاني والزانية اللذّيْن لم يسبق لهما الوطء في نكاح صحيح يُجلدان بأكثر عدد في الجلد ورد في الحدود الشرعية وهو مائة جلدة مع ما يحصل له أو لها من الفضيحة بشهادة طائفة من المؤمنين لعذابهما والخزي بإبعادهما عن بلدهما وتغريبهما عن مكان الجريمة عاما كاملا.

وعذاب الزناة والزواني في البرزخ أنهم يكونون في تنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار يكونون فيه عراة فإذا أوقدت عليهم النار صاحوا وارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت رجعوا فيها وهكذا يفعل بهم إلى قيام الساعة. فكيف سيكون عذابهم في نار جهنم؟

نسأل الله أن لا يمقتنا وأن يتوب علينا وأن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات إنه سميع قريب.

[الْمَصْدَرُ]

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>