للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إضافة الخلق إلى غير الله تعالى

[السُّؤَالُ]

ـ[الكثير من المسلمين يستعملون كلمة "يخلق" للآدميين، مثلاً: يقولون: فلان له عقل خلاق. أو أنهم يقولون: إن فلاناً خلق هذا أو ذاك، حتى إن بعض المسلمين الملتزمين جداً يستعملون هذه الكلمة في كتبهم.

الخالق الوحيد هو الله فهل يمكن أن نستعمل هذه الكلمة للآدميين؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا شك أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق، قال الله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) فاطر/٣. ولكن ورد إضافة الخلق إلى غير الله تعالى، كما في قوله سبحانه: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون/١٤. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصورين يقال لهم يوم القيامة: (أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ) .

فإضافة الخلق إلى الله تعالى معناها الإيجاد من العدم، وهذا هو الذي لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى.

وأما إضافة الخلق إلى البشر فمعناها تحويل الشيء من صورة إلى صورة.

فإذا أطلق على غير الله أنه يخلق باعتبار أنه يحول الشيء من صورة إلى أخرى فهذا صحيح، وأما إذا أطلق على غير الله أنه يخلق بمعنى أنه يوجد الشيء من العدم فهذا غير جائز. والله تعالى أعلم.

كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين ١/٦.

وأما قول بعض الناس: إن فلاناً له عقل خلاق. فإنهم يقصدون بذلك حسن تفكيره، وقدرته على الابتكار، والإتيان بالأفكار الجديدة. وليس في هذا محذور شرعي. وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه الألفاظ التي قد يفهم منها معنى باطل.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>