هل يستدل بأمر الرجال بغض البصر على جواز كشف المرأة وجهها؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أمر الله الرجال بغض البصر في آيات كثيرة، فهل أمره لهم بغض البصر دليل على أن المرأة يجوز لها أن تكشف وجهها؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
القول بأن وجوب غض البصر عن النساء يلزم منه القول بجواز كشف وجهها: قول ضعيف.
وبيان ذلك: أن غض البصر الذي أُمر به الرجال، والمتعلق بالنساء: له صور كثيرة، منها:
١- النظر إلى الكافرات، وهو واضح، حيث إنهن لا يلتزمن بستر، ولا حياء.
٢- النظر إلى الفاسقات، وهي من تتعمد التبرج، وإظهار مفاتنها أمام الرجال الأجانب.
٣- النظر تلذذاً إلى جسم المرأة ووجهها ولو كانت متسترة.
٤- النظر إلى مشيتها، وحركتها.
٥- تجاوز الحاجة عند النظر من أجل العلاج.
٦- النظر إلى ما يُكشف من المرأة بدون قصد – ككشف الريح لثيابها -.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" وكم مِن امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد، فيراه بعض الناس في تلك الحال، كما قال نابغة ذبيان:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد " انتهى.
" أضواء البيان " (٦ / ٢٥٢، ٢٥٣) .
ومعنى البيت: سقط غطاء الوجه – وهو النصيف -، من غير قصد، ولا عمد، فغطت وجهها بيدها؛ مخافة أن يُرى.
٧- النظر إلى الصور المحرمة، والأفلام الخليعة، ونحو ذلك.
٨- النظر إلى امرأة كشفت وجهها، حيث تظن نفسها بعيدة عن أعين الرجال الأجانب.
فتبين من ذلك أن قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/ ٣٠، لا يلزم منه القول بكشف وجه المرأة.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب