للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خروج المدرس من المدرسة بعد انتهاء الحصص

[السُّؤَالُ]

ـ[أدرس في الكلية مساء في منطقة بعيدة عن سكني وفي الصباح أعمل مدرسا في مدرسة إعدادية.... طلبت من مدير المدرسة أن يساعدني في عملي ويجعل حصصي في ثلاثة أيام في الأسبوع فقيل لي لا يجوز لك ذلك شرعا؟ بل يجب عليك الحضور يوميا إلى المدرسة من بداية الدوام الساعة الثامنة صباحا والبقاء في المدرسة إلى نهاية الدوام الساعة الواحدة والنصف مساء حتى بعد أن تعطي الحصص المخصصة لك يجب عليك البقاء في المدرسة لأن المقابل الذي تأخذه على عملك هو من بداية الدوام إلى نهايته وإلا أصبح المرتب ليس من حقك أن تأخذه كاملا!؟ ... المدرسون عندنا كلهم لا يذهبون إلى المدرسة يوميا وحتى وإن ذهبوا لا يبقون في المدرسة إلى نهاية الدوام لأنهم بعد إعطاء حصصهم تنتهي مهمتهم.... فأرجو منكم أن توضح لنا الأمر.. هل يجب على المدرس الذهاب يوميا إلى المدرسة والبقاء فيها من بداية الدوام إلى نهايته أم عليه أن يذهب في الأيام التي عنده فيها حصص فقط ... ]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

المدرس ملزم بأداء عمله المتفق عليه، وهو عدد الحصص، والأنشطة التي يكلّف بها، فإذا وَفَّى بذلك فلا حرج عليه في الخروج من المدرسة عند فراغه منها، أو فيما بينها إذا وجد وقتاً، بشرط أن لا يؤثر ذلك على أدائه للدرس، وألا يفوت على الطلاب شيئا من وقت الدرس.

وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله: ما حكم خروج المدرس من دائرة عمله أحيانًا أو دائمًا أثناء العمل بدون إذن المدير، ثم يعود قبل بدء الحصة، وأحيانًا يمضي من الحصة جزء يسير من الزمن قبل وصوله للفصل، وقد يفوته زمن الحصة كله أو نصفه؟

فأجاب: " معلوم أن عمل المدرس محدد، فله أول وآخر يبدأ وينتهي بالدقيقة، فغيابه في وقت العمل يفوت على الطلاب بعض الدرس، فلا يجوز له ذلك، فإن كان هناك عذر ضروري فلا بد من إذن المدير أو إنابة أحد زملائه ليقوم بالدرس بدله، فأما خروجه في وقت فراغه فلا حرج عليه في ذلك إذا تحقق أنه سوف يحضر قبل بدء الدرس الذي له، وقد يقع أن بعض المدرسين تكون حصصه متفرقة، كالأولى ثم الثالثة ثم الخامسة ونحو ذلك، فله الخروج في حصة الفراغ لقضاء شغل أو شراء حاجة أو زيارة أهله، إذا أمن فوات بعض من درسه الذي يلزمه، وقد يعفى عن زمن يسير يفوته من أول الدرس، كدقائق قليلة لا يفوت بها على الطلاب شيء من المسائل المقررة في المناهج، والله أعلم "

انتهى نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله على الإنترنت.

وسئل أيضا حفظه الله: عندما يُخِلُّ المدرس بعمله؛ كأن يأتي متأخرًا أحيانًا أو غالبًا، ويخرج لحاجة أو لغير حاجة خارج المدرسة، أو يتأخر عن الحصة، أو لا يعطي الدرس حقه، أو يضيعه بطريقة أو أخرى، فهل الراتب الذي يتقاضاه نهاية كل شهر يستحقه كاملا، أم أنه آثم ولا يستحق الراتب كاملا؟

فأجاب: " أرى أنه - والحالة هذه - لا يستحقه كاملا، فعليه أن يتصدق منه بما يشك فيه، وهو ما يقابل ذلك الوقت الذي أضاعه أو فرط فيه؛ فإن المدرس عمله محدد بالدقيقة، حيث إن الفصل مليء بالطلاب الذين تواجدوا لأجل تلقي ذلك الدرس من أوله إلى آخره، فمتى تأخر عن الحضور فإنه سيفقد، ويطلب الطلاب غيره من يشغل لهم ذلك الدرس، فيكون بتأخره قد أضاع عليهم وقتًا وزمانًا لم يستفيدوا فيه شيئًا، وهو يأخذ على ذلك عوضًا.

وهكذا من خرج لحاجة أو لغير حاجة فإنه قد فرط في الزمن المطلوب منه شغله في الدرس، الذي هو مثلا ساعة أو ساعة إلا ربعًا، فإنه مطالب بهذا الزمن كله، ويأثم إذا أضاع منه شيئًا في المدرسة أو خارجها، وكذا إذا تأخر عن دخول الفصل بعد الإعلان عنه، ويأثم إذا شغل الدرس بما لا صلة له بالموضوع كالحكايات الأجنبية عن الدرس والأخبار الحالية ونحوها.

فننصح المدرس عن الإهمال ونوصيه بالإخلاص وحفظ الزمان على الطلاب، حتى يحل له ما أخذه من الأجر مقابل العمل " انتهى.

ثانيا:

لا يجوز للمدير أن يحابي أحد المدرسين، لقرابة أو منفعة، ويلزمه أن يسوي بينهم في الحصص، حسب تخصصهم وحاجة المدرسة إليهم. وله أن يتجاوز عن خرج المدرس في وقت فراغه من الحصص، وأن يأذن له بذلك، شفاهة أو كتابة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>