للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسئلة خاصة بالموظفين والأمانة في العمل

[السُّؤَالُ]

ـ[١-هل يجوز أن أطالب بالمستحقات الطبية بإحضار فاتورة مزورة مع العلم بأن الشركة تعلم بهذا وتسمح به حيث أن هذا طلب عادي.

٢- هل يجوز أن نطالب بإجازة مرضية مع أننا لا نشعر بالمرض؟ إذا لم نأخذ هذه الإجازة فسوف نفقد الفائدة.

٣-هل يجوز لبس ربطة العنق أثناء الصلاة لأنني سمعت أنه يمكن الصلاة بدون نزع الحذاء؟ وما حكم الصلاة مع وضع القميص داخل البنطلون؟

٤-هل يجوز التلاعب بوقت تسجيل الدخول إلى الشركة

٥- الكثير من الناس لا تعجبهم اللحية وخصوصا غير المسلمين فإذا لم أحلق لحيتي قبل المقابلة الشخصية للعمل فلن تكون لي الأفضلية، فماذا رأيك هل أكترث أم لا أكترث بهؤلاء الكفار حيث أنني يجب أن أرضي الله تعالى وليس هؤلاء الكفرة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

(١، ٢، ٤) : التلاعب بفواتير الأدوية والإجازات وأوقات الدوام.

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/ ٥٨. وقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال / ٢٧. فهذه الآيات الكريمة فيها الأمر بأداء مختلف الأمانات التي أؤتمن عليها أصحابها، وأنّ حفظها والقيام بها على وجهها من أعظم خصال الإيمان.

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " رواه البخاري برقم ٣٢، ومسلم برقم ٨٩، وفي رواية لمسلم برقم ٩٠: " وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ".

فهذا فيه دليل على أن الخيانة من خصال أهل النفاق. وفي المسند من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ " مسند الإمام أحمد بن حنبل برقم ١١٩٣٥.

وقد كان من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ " رواه النسائي برقم ٥٣٧٣، وأبو داود برقم ١٣٢٣، وابن ماجة برقم ٣٣٤٥، وقال الألباني: حسن صحيح (صحيح سنن النسائي - ٣ / ١١١٢) .

قال ميمون بن مهران - رحمه الله -: " ثلاثة يؤدَّين إلى البَرّ والفاجر: الأمانة، والعهد، وصلة الرحم ".

ولذا كان على الواجب على الموظف أن يراقب ربه ويؤدي أمانة عمله بصدق وإخلاص وعناية وتحري، حتى تبرأ ذمته ويطيب كسبه ويرضى عنه ربه.

وما ذكرته أيها الأخ من المسائل المبنية على التلاعب هي من صور الغش والخداع والخيانة التي لا تليق " يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ " رواه الإمام أحمد برقم ٢١١٤٩ من حديث أبي أمامة رضي الله مرفوعاً. فلا يجوز التلاعب بوقت حضورك للشركة، ولا يجوز أخذ إجازة مَرَضِيّة دون مرض، أو المطالبة بأشياء لا تستحقها بإثباتات مُزَوَّرَة..، كل ذلك حرام في الشرع، وتشبّه بأهل النفاق. وإنّ تَساهُلَ الرئيس أو المسؤول ليس عذراً مقبولاً لارتكاب المحرم. والله أعلم.

(٣) :

أمَا ربطة العنق فيراجع سؤال رقم ١٣٩٩

(٤) وأمّا الصلاة بالبنطلون: فإن كان ساتراً واسعاً غير ضيق صحّت فيه الصلاة، والأفضل أن يكون فوقه قميص يستر ما بين السرة والركبة، وينزل عن ذلك إلى نصف الساق أو إلى الكعب؛ لأن ذلك أكمل في الستر.

(٥) :

وأمّا اللحية فالواجب عليك أن تستمر في إعفائها وإرخائها طاعة لرسول الله وامتثالاً لأمره، وأن تضرب بكلامهم عرض الحائط، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه. والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>