للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتخاذ الصداقات مع الكفار

[السُّؤَالُ]

ـ[عزيزي الشيخ سؤالي لك هو: ما إذا كان يجوز للمسلمين أن يكون لهم أصدقاء من غير المسلمين، مشكلتي أنني أعيش في بلد ليس فيها العديد من المسلمين وأصدقائي من غير المسلمين أشخاص جيدون، ولكنهم يقترفون الشرك، إذا توقفت عن اتخاذ أصدقاء غير مسلمين فكيف لهم أن يعرفوا الحق ويعتنقوا الإسلام؟ ولكن من جهة أخرى إذا لم يكونوا مهتمين بالاهتداء للإسلام فهل تبقى علاقتي معهم مستمرة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود وغيرهم من الكفار ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة وأن يتخذونهم بطانة ولو كانوا غير محاربين للمسلمين قال تعالى: (لا تجدوا قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله.. الآية) وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاًَ ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر _ إلى قوله تعالى _ ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم _ إلى قوله _ وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط) وما في معناه من نص من الكتاب والسنة ولم ينه الله تعالى المؤمنين عن مقابلة معروف غير الحربيين بالمعروف أو تبادل المنافع المباحة من بيع وشراء وقبول الهدايا والهبات قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) .

وبالله التوفيق. اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز - رحمه الله -

فتاوى اللجنة الدائمة م٢ ص ٤٢.

وبالإضافة لما تقدّم عليك بملاحظة الفروق التالية:

- فرق بين المعاملة الحسنة للكافر وبين اتخاذه صديقا.

- فرق بين الاستفادة منه في أمر تجاري أو دراسي والاشتراك معه في ذلك وبين المصادقة التي تستلزم المحبّة والملازمة والتأثّر.

- فرق بين إقامة علاقة معه لدعوته وبين المصاحبة دون قصد شرعيّ. فلتكن معاملتك لمن حولك من الكفار بهذا القصد. ونسأل الله أن يوفقك لنصرة دينه وصحبة أهل طاعته وصلى الله على نبينا محمد

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>