للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التحذير من اتخاذ الصديقات

[السُّؤَالُ]

ـ[هل اتخاذ صديقة (جيرل فريند) له تأثير سيء على المجتمع؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

اتخاذ الصديقة أمر محرم دل على تحريمه القرآن والسنة واتفاق العلماء، هذا إذا لم يكن قد وقع الصديقان في الفاحشة، فقد قال الله سبحانه (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/٣٠.

وأمر بذلك المؤمنات فقال: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) النور/٣١، وأمر الله النساء بالحجاب أمام الرجال الأجانب فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب/٥٩، وحرم عليهن التبرج فقال: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الأحزاب/٣٣ ومنعهن من إلانة القول للأجنبي حتى لا يجر ذلك لما لا تحمد عقباه فقال: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الأحزاب/٣٢.

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) رواه البخاري (٤٨٣٢) ومسلم (٢٣٩١) .

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي (١٠٩١) وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لاتحل له) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٠٤٥) .

وكل هذه الأوامر والنواهي لحفظ الإنسان من أن يستدرجه الشيطان فيوقعه في الفاحشة الكبيرة التي قال الله عنها: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) الإسراء/٣٢، والتي قال عنها جل شأنه في سورة الفرقان: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان/٦٨-٧٠.

ولا يخفى على عاقل ما ينتج عن اختلاء الرجل بالمرأة من هتك الأعراض والوقوع في الفاحشة التي ينجم عنها اختلاط الأنساب وتفكك الأسر وانتشار الأوبئة والأمراض، وضياع المرأة باتخاذها وسيلة مؤقتة لقضاء الشهوة وكثرة أولاد الزنى الذين ينشأوون ناقمين على المجتمع لا يشعرون بالانتماء إليه فيعيثون في الأرض الفساد إلى غير ذلك من المفاسد التي تلحق بالفرد والمجتمع نتيجة اتخاذ الصديقات والأخدان.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>