للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم الدخول إلى مواقع سيئة من أجل التواصل مع الأصدقاء في أشياء مفيدة

[السُّؤَالُ]

ـ[العديد من الأصدقاء يستخدمون موقع إلكتروني يسمى " ... " على الإنترنت، خاص بالعلاقات، والتواصل مع الأصدقاء، ومع العديد من مستخدمي الموقع، في هذا الموقع قام العديد من المستخدمين ببناء مجموعات خاصة، يقوم المستخدمون الآخرون بالدخول إليها، والتواصل مع أفرادها، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الإلكترونية التي يمكن استخدامها، مثل ألعاب المقامرة، والقُبَل، والعناقات الإلكترونية! بعض المجموعات المضافة تشجع الفساد للرجل، والمرأة، مثل مجموعة للرجال الشواذ في بلد معين، ومجموعة لرقص التعري في مكان آخر، وللنساء اليائسات اللواتي يبحثن عن صديق، بالإضافة إلى هذه المجموعات قام العديد من المسلمين بإضافة مجموعات تتعلق بالإسلام والمسلمين، منها ما يتعلق في الفقه، وأصول الدين، والأسرة. السؤال: ما هو الحكم الشرعي لدخول هذا الموقع، أو أي موقع آخر شبيه، لغرض استخدام المجموعات الإسلامية، ومراسلة الأصدقاء، علماً بأن الداخل للموقع لا بد وأن يتعرض للعديد من المحرمات، والشبهات.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الموقع المشار إليه في السؤال، ومثله ما يشبهه من المواقع التي تنشر الفساد، وتذيع الشر، وتشيع الفحشاء: لا يحل لأحدٍ من المسلمين الدخول عليها، ولو زعم أنه يريد دعوة أهلها، أو الإنكار عليهم؛ لأن المسلم أُمر بالابتعاد عن مواقع الفتنة والفساد؛ ولأن بريقها وبهرجتها وفتنتها قد لا تواجه قلباً قويّاً، أو نفساً عفيفة، فيقع الداخل فيها في فتنة يصعب خروجه منها، ولا تزال تردنا قضايا لإخوة ملتزمين فُتنوا بالمراسلات المحرمة، ومشاهدة ما لا يحل لهم مشاهدته من الصور والأفلام المحرَّمة، فالفتنة لا يكاد يسلم منها أحد، ومن أراد السلامة لدينه: فليبتعد عن تلك المواقع، وليعتزل دخولها، وفضاء الإنترنت يتسع لدعوته ويزيد.

وهناك العديد من المواقع والمنتديات الإسلامية يمكنك من خلالها التواصل مع هؤلاء الأصدقاء ومراسلتهم في الأشياء المفيدة.

وما دمت تذكر أن الداخل إلى هذه المواقع السيئة لابد وأن يتعرض للعديد من المحرمات والفتن، فلا يجوز الدخول عليه.

عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ) . رواه أبو داود (٤٣١٩) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

"وكثير من الناس يأتون إلى مواضع الفتن وهم يرون أنهم لن يفتتنوا؛ ولكن لا يزال بهم الأمر حتى يقعوا في فتنة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: (من سمع بالدجال فلينأ عنه، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فلا يزال به لما معه من الشبه حتى يتبعه) ؛ المهم أن الإنسان لا يعرض نفسه للفتن؛ فكم من إنسان وقع في مواقع الفتن وهو يرى نفسه أنه سيتخلص، ثم لا يتخلص" انتهى.

" تفسير سورة البقرة " (٣ / ٥٩، ٦٠) .

وانظر جواب السؤال رقم (٣٩٩٢٣) ففيه تفصيل مهم لهذه المسألة.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>