ولا شك أن بناء مغسلة لأموات المسلمين لتغسيلهم مما يعين على القيام بهذا الواجب؛ ولذلك كان بناؤها من أعمال الخير التي يرغب فيها.
ولا نعلم في أجرا معينا، أو وعدا مخصوصا لمن بنى مثل ذلك، إلا أن بناء ذلك، ووقفه صدقة جارية، مما ينفع صاحبها بعد موته، ويصل إليه أجره، إن شاء الله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:(إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) . رواه مسلم (١٦٣١)
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (٨/١٥١) : " الصَّدَقَةَ الْجَارِيَةَ , الْبَاقِي أَجْرُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ " انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (٤/١٣) : " الصدقة الجارية: كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته " انتهى.
والنصيحة – حتى يتم الأجر إن شاء الله – أن يقوم عليها من له معرفة شرعية صحيحة بتغسيل الموتى وتكفينهم وتجهيزهم.