للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث امش ميلا عد مريضا

[السُّؤَالُ]

ـ[ما صحة الحديث: (امش ميلا عد مريضا، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخا في الله) ؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا الحديث جاء من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بإسناد ضعيف، وجاء من كلام بعض التابعين بأسانيد صحيحة.

أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد روي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (امش ميلا عد مريضا، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة زر أخا في الله) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٥/١٧٩) قال: حدثنا محمد بن بشر القزاز، قال حدثنا هشام بن عمار، قال ثنا عمرو بن واقد، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم عن أبي أمامة به.

وهذا إسناد ضعيف جدا، بسبب عمرو بن واقد: قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: استحق الترك. وقال النسائي والدارقطني: متروك. انظر "تهذيب التهذيب" (٨/١١٦) .

وكذلك علي بن يزيد الألهاني اتفق أهل العلم على ضعفه. انظر "تهذيب التهذيب" (٧/٣٩٧) .

والحديث: ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (٢٩٣٦) .

أما ما صحَّ عن التابعين، فقد ورد عن ثلاثة منهم:

١- عن مكحول رحمه الله قال: (امش ميلا عُد مريضا، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة زر في الله) رواه ابن وهب في "الجامع" (رقم/١٧٤) قال: وأخبرني مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، وهشام بن الغازي، عن مكحول.

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب مسلمة بن علي: متروك. انظر "تهذيب التهذيب" (١٠/١٤٧) ، وانظر "السلسلة الضعيفة" (رقم/٢٩٣٦) .

ورواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص/١٥٢) قال: حدثنا عمار بن نصر المروزي حدثنا شعيب أبو حرب عن أبي عتبة العنسي عن يحيى عن مكحول.

وهذا إسناد حسن إن كان شعيب هو ابن حرب، وإلا فلم أقف على ترجمة شعيب أبي حرب. والله أعلم.

٢- عن عطاء الخراساني رحمه الله.

رواه ابن وهب في "الجامع" (رقم/١٧٤) قال: أخبرني يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني.

وهذا إسناد صحيح.

٣- وجاء أيضا من كلام حسان بن عطية رحمه الله.

رواه هناد بن السري في "الزهد" (١/٢٢٧) قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: فذكره.

وهذا إسناد صحيح.

يقول المناوي رحمه الله:

" (امش ميلا) هو ثلاثة فراسخ، (عُد) ندبا (مريضا) مسلما.

(امش) ندبا (ميلين أصلح بين اثنين) إنسانين أو فئتين، أي: حافظ على ذلك وإن كان عليك فيه مشقة، كأن تمشي إلى محل بعيد.

(امش) ندبا (ثلاثة أميال زر أخا في الله تعالى) وإن لم يكن أخاك من النسب.

ومقصوده أن الثالث أفضل وآكد وأهم من الثاني، والثاني من الأوّل " انتهى.

"التيسير شرح الجامع الصغير" (١/٤٨٤) .

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>