تريد الدخول في الإسلام وتخشى على صحة أمّها من الخبر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لست مسلمة ولكني أحترم الدين وأؤمن به. وأنا أؤمن بالله على الرغم من أن غير المسلمين ينظر إليهم على أنهم كفار. غير أنني لن أستطيع تغيير ديني لأن أمي ليست بصحة جيدة وقد لا تتحمل فقد ابنتها الوحيدة. وأنا أحب رجلاً مسلماً ونرغب في الزواج. وقد وعدت مخلصة كل الإخلاص أننا إذا تزوجنا ورزقنا بأولاد فإنهم سيتبعون الإسلام. فهل يجوز لنا أن نتزوج دون أن أغير ديني؟ كذلك أرجو توجيهي أين أستطيع أن أقرأ المزيد حول هذا الموضوع]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لقد قطعت أيتها السائلة الكريمة شوطا مهما في معرفة الحقّ والتوجّه إليه والذي فهمته من سؤالك أنّك ترغبين في الدخول في الإسلام ولكن الذي يمنعك من ذلك الخشية على أمّك المريضة لو سمعت الخبر، فإن كان هذا ما تخشينه فأقول لك إنّ تخطي هذه العقبة ليس بالأمر العسير فإنّه يمكنك من الناحية العملية إخفاء إسلامك وعدم إفشاء دخولك في الدّين ولا يُشترط أن تُعلني إسلامك في مركز إسلامي ولا غيره وإنما النّطق بالشهادتين (انظري سؤال رقم ١٤٠٢) والإقبال على ممارسة شعائر الدين ويمكنك أن تصلي في مكان خفي، ولن يعسر عليك الصيام كذلك إذ أنّه يمكنك بسهولة الاعتذار بأي عذر عند تقديم شيء من الطعام لك أثناء نهار شهر الصيام
وأريد أن أذكر لك هاهنا أمورا ثلاثة:
الأول: أنّه يجب أن يكون الحامل لكِ على الدّخول في الدّين هو إرضاء الله سبحانه وتعالى الذي لا يقبل دينا غير الإسلام كما قال في كتابه الكريم: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران ٨٥
وأن يكون الهدف من وراء دخولك في الإسلام هو إنقاذ نفسك من الخلود في نار جهنم في الآخرة والفوز بجنّة عرضها السماوات والأرض، وأن لا يكون الدافع للدخول في الدّين العاطفة الناشئة عن تلك العلاقة (!) بينك وبين ذلك الرجل المسلم. وأن تعلمي أنّ دخولك في الدّين أمر لا بدّ منه سواء تزوجت ذلك الرّجل أم لا.
ثانيا: أنّ طاعة الله وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مقدّمة على طاعة أقرب قريب وأحبّ حبيب ولو كانت الأمّ أو الزوج أو غيرهما، وقد قال نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الذي ينطق بالوحي من عند ربّه: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ". صحيح البخاري فتح رقم ١٦
وقال: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". صحيح مسلم رقم ٤٤
ثالثا: إن كنت تخشين من دخولك في الإسلام أن تفقدي أمك ظنّا منك أن الإسلام يحتم مقاطعتها لأنها كافرة وأنت مسلمة فهذا خطأ، لأن الإسلام يأمر ببر الوالدين وإن كانا كافرين فلعلك إذا أسلمت تكونين أبر بأمك، مما يدعوها إلى الدخول في الإسلام فسارعي إلى الدخول في الإسلام وقومي بدعوة أمك وغيرها إلى هذا الدين الحق الذي أساسه عبادة الله وحده لا شريك له وإذا فعلت ذلك تمت سعادتك حيث أنقذت نفسك وأمك من النار.
أسأل الله أن يعجّل بإسلامك ويثبّتك عليه ويرزقك الزوج الصالح والذريّة الطيّبة والله الهادي إلى سواء السبيل.
[الْمَصْدَرُ]
الشيخ محمد صالح المنجد