للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

[السُّؤَالُ]

ـ[ما صحة هذا الحديث؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: (إنّ الله أعطى ملكاً من الملائكة أسماع الخلق، فهو قائم على قبري إلى يوم القيامة، لا يصلّي عليَّ أحد صلاة إلاّ سمّاه باسمه واسم أبيه، وقال: يا محمّد صلّى عليك فلان بن فلان، وقد ضمن لي ربّي تبارك وتعالى أن أردّ عليه بكلّ صلاة عشراً)

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

هذا الحديث مروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن الله وكل بقبري ملَكا أعطاه أسماع الخلائق، فلا يصلي عليَّ أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه: هذا فلان ابن فلان قد صلى عليك) .

رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/٤١٦) ، والبزار في "المسند" (٢/٢٦٦) ، والحارث بن أبي أسامة في "المسند" – كما في "بغية الباحث" (٢/٩٦٢) –، وعزاه غير واحد للطبراني في "المعجم الكبير"، ورواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (٣/٢٤٨) جميعهم من طرق عن نعيم بن ضمضم العامري، عن عمران بن حميري الجعفري، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه به مرفوعا.

زاد ابن النجار: (وقد ضمن لي ربي تبارك وتعالى أن أرد عليه بكل صلاة عشرا) .

قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروَى عن عمار إلا بهذا الإسناد.

وهذا الحديث ضعيف جدا بسبب نعيم بن ضمضم، وابن الحميري.

قال ابن عبد الهادي رحمه الله:

"هذا حديث ليس بثابت، وعمران بن حميري: مجهول، وقد ذكر البخاري أنه لا يتابع على حديثه. هذا، ونعيم بن ضمضم - ويقال ابن جهضم -: لم يشتهر من حاله ما يوجب قبول خبره" انتهى.

"الصارم المنكي" (١/٢٠٥) .

وقال الهيثمي رحمه الله:

"فيه ابن الحميرى، واسمه عمران، قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وقال صاحب الميزان: لا يعرف. ونعيم بن ضمضم ضعَّفه بعضهم. وبقية رجاله رجال الصحيح" انتهى.

"مجمع الزوائد" (١٠/١٦٢) .

وضعفه السخاوي في "القول البديع" (ص/١٦٥) ، وكذلك السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (١/٣٦٢) .

وقد صحت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه سلام من يسلم عليه من أمته، وأنه يرد ذلك.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِن أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيهِ السَّلَامَ) رواه أبو داود (٢٠٤١) ، صححه النووي في "الأذكار" (ص/١٥٤) ، وابن حجر في "فتح الباري" (٦/٥٦٣) ، والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود".

وعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري، فإذا صل علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٥٣٠) .

رواه الديلمي (١/١/٣١) .

ولكن.. لم نجد شاهدا لقوله: (وقد ضمن لي ربي.... إلخ) .

وقد ورد فيمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من هذا، بأن الله تعالى هو الذي يصلي عليه عشراً.

فقد روى مسلم (٤٠٨) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا) صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وواب

<<  <  ج: ص:  >  >>