ما هو الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى؟
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يصح أن يسمى الله بالمتكلم أو الباطش لأنه ورد أنه يفعل ذلك؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أسماء الله تعالى كلها توقيفية أي (أنه يجب الوقوف فيها على ما جاء في الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص) وعليه فلا يصح أن يسمى الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأحاديث، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف على النص لقوله تعالى:(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) الإسراء/٢٦. ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك، والاقتصار على ما جاء به النص.
وأما ما ورد في القرآن والسنة على سبيل الوصف أو الخبر فقط، بحيث لم يرد تسمية الله به، فلا يصح أن نسميه به، وذلك لأن من صفات الله ما يتعلق بأفعاله، وأفعال الله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها.
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله الفعلية (المجيء والإتيان، والأخذ، والإمساك، والبطش) إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: (وجاء ربك) الفجر/٢٢ وقال: (ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه) الحج /٦٥ وقال: (إن بطش ربك لشديد) البروج /١٢، فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش، ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به."
والله أعلم.
يراجع:(القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ١٣ , ٢١) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.