أجر المؤذن والمقيم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو أجر المؤذن والمقيم؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
ورد في السنة المطهرة ما يدل على أن المؤذن له فضل لم يرد لغيره مثله، ومن ذلك:
١- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري (٥٨٤) .
٢- عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة) رواه مسلم (٣٨٧) .
قال النووي رحمه الله:
" قيل: معناه أكثر الناس تشوفاً إلى رحمة الله تعالى؛ لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب، وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناسَ العرقُ يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق، وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق، وقيل: معناه أكثر أتباعا، وقال ابن الأعرابي: معناه أكثر الناس أعمالا، قال القاضي عياض وغيره: ورواه بعضهم " إعناقاً " بكسر الهمزة أي: إسراعاً إلى الجنة " انتهى.
والعَنَق نوع من السير سريع.
" شرح مسلم " (٤ / ٩١، ٩٢) .
٣- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) . رواه البخاري (٥٩٠) ومسلم (٤٣٧) .
ومعنى الحديث: أن الناس لو يعلمون ما في الأذان والصف الأول من الثواب العظيم والأجر الجزيل ثم لم يجدوا طريقا للقيام بالأذان والوقوف في الصف الأول إلا القرعة لفعلوها واقترعوا من أجل تحصيل فضلهما.
٤- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذنُ يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه) رواه النسائي (٦٤٦) وصححه المنذري والألباني كما في " صحيح الترغيب " (٢٣٥) .
وأما فضل الإقامة فقد تشملها الأحاديث السابقة في فضل الأذان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الإقامة أذاناً، وذلك في قوله: (بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ) رواه البخاري (٥٩٨) ومسلم (٨٣٨) .
قال الحافظ:
" قَوْله: (بَيْنَ كُلّ أَذَانَيْنِ) أَيْ أَذَان وَإِقَامَة " انتهى.
وقد ورد حديث خاص في فضل الإقامة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أذَّن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامة ثلاثون حسنة) رواه ابن ماجه (٧٢٨) وصححه المنذري والألباني كما في " صحيح الترغيب " (٢٤٨) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب