وعدها أن يسلم ويتزوجها ثم وقع معها في الفاحشة وحملت منه، ولا يريد أن يُسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة مطلقة ولدي صبي عمره ١٠ سنوات. تعرفت على رجل مسيحي وعرّفته لاسرتي وكلنا موافقين عليه ولكنا وضعنا شرطنا وهو: أنه يجب أن يسلم. الرجل أبدى استعداده وما زلت أمده بالكتب وكل ما يحتاج اليه ليتعرف على الإسلام أكثر وما زال يبدي استعداده، وخلال هذه المدة كاملة الحمد لله لم يكن بيني وبينه أي علاقة جنسية الأمر الذي اعتز به كوني من أسرة محافظة جداً وأحمد لله على ذلك. ولكن في لحظة تغلب علي الشيطان فيها في حفلة رٍأس السنة وقعنا في المحظور. بعد مرور الوقت وجدت أني حامل في الأسبوع الثامن. أعلمت هذا الرجل وطلبت منه سرعة أن يسلم ونتزوج ولكنه لم يعد الآن يأبه وإنما زاد تمسكه بدينه. وأخبرت أختي بالخبر فأشارت علي أن أسارع في إسقاطه فوراً لان والديّ لو علموا بذلك سيجن جنونهم وسينابذونني ويناصبوني العداء كما أني لا أريد لولدي الموجود حالياً أن يدخل في معمعة هذا الأمر لأن أسرتي هي من تساعدنا مادياً. كما أني لا أريد أن أضاعف الخطأ وأسقط الجنين. أما بالنسبة للرجل فانه يرفض فكرة الإسقاط وأشار علي أن أنتقل معه إلى ولاية أخرى ونعيش فيها معاً. ما رأيكم ما الحل وما النصيحة التي يمكن ان تسدوها إلي؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الذي ننصحك به أولا وأخيرا هو أن توبي إلى الله.
كيف تقيمين علاقة مع رجل أجنبي عنك، ويكون نصرانيا، وتقعين معه في الفاحشة، ثم تريدين أن تختمي هذه الموبقات بالإجهاض؟
والشرع لا يقر علاقة بين رجل وامرأة إلا في نطاق الزواج الشرعي، وإذا كان الزنا من كبائر الذنوب، ومن أسباب عذاب القبر، ودخول النار، فالزنا بغير المسلم أكبر، وأشد قبحا، ويدل على خلل عظيم في عقيدة المسلم التي تحرم عليه موالاة الكفار ومصادقتهم، قال الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) المجادلة/٢٢، وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة/٥١، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) الممتحنة/١.
وشروط التوبة:
١- الندم.
٢- والإقلاع عن الذنب، فيجب عليك قطع علاقتك بهذا الرجل وبغيره من الرجال الأجانب عنك.
٣- العزم على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى.
فتوبة من غير استقامة وترك للمعصية، لا معنى لها.
ومن كمال التوبة: أن يستقيم التائب، ويجتهد في الطاعات، ويكثر من الصدقة، لعل الله تعالى يغفر له. قال الله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه/٨٢.
وإننا لنجزم بأنك لو تبت فإن الله تعالى سيجعل لك مخرجا من كل هم نزل بك، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) الطلاق/٢.
أما مع عدم التوبة، فلا ينتظر العبد من الله تعالى أن ييسر له أموره، ويفرج عنه كروبه، بل ينتظر التضييق والهم والكرب، قال الله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) طه/٨٢.
نسأل الله تعالى أن يوفقك للتوبة ويغفر لك
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب