للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقام علاقة مع فتاة متزوجة ويريد أن يسعى في تطليقها ويتزوجها

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب، لم أقم أي علاقة مع فتيات من قبل، وأخاف الله، ولم أقم بالشات من قبل، ولكن بالصدفة قمت تعرفت على فتاة بريطانية من النت، ووجدت فيها العديد من الصفات التي أتمناها، واكتشفت أنها - من قبل معرفتي بها - قد أسلمت، وتزوجت من شخص لا يراعي الله فيها، فهو لا يصلى، ولم يعلمها الصلاة، ويجبرها على الخروج معه ومع أصدقائه، ويخرج مع فتيات، وسمح لابن عمه بالإقامة معهم، ويضربها لأتفه الأسباب، ويسبها دائما بألفاظ خارجة لدرجة أنها تعتقد أن ضرب المرأة من الإسلام، وقد حاولت معها ومعه - لأنه يعرف أنى أكلمها- إلا أنه يتمادى، وبصراحة: فقد أحببت تلك الفتاة! وأشفق عليها من الحياة مع إنسان لا يراعي الله فيها، ولا يعلمها دينها، بالرغم من رغبتها الشديدة في تعلم الإسلام، وقد علمتها الصلاة بإرسال ملفات بالانجليزية، المشكلة الآن أنى أريد الزواج منها، فهل يحق لي أن أنصحها بالطلاق! أقر أنى قد أخطأت من البداية بكلامي معها، فهل هذا ينطبق عليه قول " ما بني على باطل فهو باطل "، و " ما نبت من الحرام فالنار أولى به " , أي: لو تزوجتها، وبنيت معها أسرة ملتزمة فهذا مبنى على خطأ لا يشفع لي عند الله، لقد قررت قطع علاقتنا مؤقتاً - مع العلم أني لم أقابلها- حتى أعلم الحكم الشرعي، وهي على استعداد لترك كل شيء هناك، وتأتى لنتزوج، ونكوِّن أسرة ملتزمة، وهل فعلي للخير بنية أن ييسر الله زواجي منها نية باطلة تبطل هذه الأعمال، أنا - والله - أخشى الله، والله يعلم أن نيتي أن أعلمها الإسلام، ولا أنوي التغرير بها، وأنا متأكد من نيتها، وحتى أمها غير المسلمة ترى أن نتزوج، مع العلم أنهما متزوجان في مسجد، وليس طبقا للقانون، وقرأت فتاوى تقول بأنه ما دام لا يصلي فالزواج يبطل، وأنه من حقها الطلاق لأنه يضربها ويسيء لصورة الإسلام، فهل من حقي أن أخبرها بذلك - لأنها عندما تسألني لا أجيب - مخافة أن يحاسبني الله على تخريب هذه الأسرة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

نرى أن عندك من الخير ما تستحق أن نثني عليك من أجله، فخوفك من الله أن تكون لك علاقات محرمة مع أجنبيات مراسلة، ومحادثة، وقطعك للعلاقة مع تلك الفتاة انتظار معرفة الحكم الشرعي: كل ذلك يدل على خير وصلاح، ونحن نحثك على أن تتزود من التقوى للدار الآخرة، ونسأل الله أن يحبب إليك الإيمان وأن يزينه في قلبك، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان.

وأما علاقتك مع هذه المرأة؛ فالواجب الحتمي عليك الآن هو قطع علاقتك بها، وعدم مراسلتها، ولا محادثتها، ولا يسعك غير هذا، وأما سوء العشرة بينها وبين زوجها، فلعل الله أن يهديه ويحافظ على الصلاة، ويحسن عشرتها، ويلقي الله المحبة بينهما بعد الكراهية، ولعل كلامك معها سبب لازدياد سوء العشرة بينها وبين زوجها، حيث تقارن بين حسن كلامك معها، وسوء خلق زوجها، فيحملها ذلك على عدم الصبر على زوجها، وزيادة كراهيتها له.

ونخشى أن يشملك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أفسد امرأة على زوجها فليس منا) رواه أحمد وأبو داود (٥١٧٠) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٢٤) .

وأما كون العقد يبطل بسبب ترك زوجها للصلاة، فهذا يختلف الحكم فيه بين كونه تاركاً للصلاة عند العقد عليها، أو كان مصلياً ولكنه ترك الصلاة بعد العقد.

وقد بينا حكم ذلك في جواب السؤال رقم (٤١٣١) .

وعلى كل حال؛ فهي التي تبحث عن حكم ذلك، وتسأل كيف تتصرف؟ وهي التي تحل مشكلاتها مع زوجها، وهي ـ أيضا ـ التي تحرص على ألا تعصي الله تعالى، ولا تطيعه فيما يأمرها به من المعصية، مثل الإقامة مع رجل أجنبي، والخروج معه في وجود أصدقائه، وما أشبه ذلك.

وعلى كل حال؛ فهي التي تسعى في إصلاح الخلل الموجود في حياتها؛ فإما أن تستقيم الحياة بينهما بالمعروف، قدر الإمكان، وإما أن يتفرقا، والله يغني كلا من سعته بمنه وفضله.

فاحذر ـ أيها الأخ الكريم ـ من الشيطان أن يفتح لك بابا للمعصية من خلال اهتمامك بحكم ترك زوجها للصلاة، وبحكم ضربها والإساءة إليها، فمثل هذا الأمر متكرر في بيوت كثيرة، فهل يحل لك تتبع أولئك الأزواج في بيوتهم، والحديث مع نسائهم بحجة نصحهن وبيان الحكم الشرعي لهن؟! والشيطان له طرقه في إيقاع أهل المعاصي، وله طرقه في إيقاع أهل الطاعات، فاحذر من الشيطان أن يوقعك في حباله بحجة النصح وتبيين الحكم الشرعي.

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يهديك سواء السبيل.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>