ما هو مصير أختها التي عانت من امراض خطيرة ومؤلمة قبل الموت
[السُّؤَالُ]
ـ[توفيت أختي البالغة من العمر ١٤ عاماً وأنا أريد أن أعرف أين ذهبت هل الى الجنة أم الى النار حيث أنها عانت الكثير من أمراض عديدة ومن هذه الأمراض أن جسمها كان هشاً أي ينجرح بسهولة ويخرج منه الدم الذي اثر على جسمها داخلياً وخارجياً ولقد سبب لها ألماً كثيراً والعديد من العمليات وتضخم الكبد وسرطان الجلد وعانت في آخر أيامها من فشل كلوي وكانت على أجهزة تنظيف الكلى لمدة ٤ شهور وذلك تحت ألم شديد ومأساة موجعة. لقد كان موتها فجائياً.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
من عقيدة أهل السنة والجماعة ألا يُقطع لأحدٍٍ من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من شهد له الله أو رسوله بذلك، لأن الشهادة بذلك لأحد من الناس لا تعلم إلا من جهة الوحي. والوحي قد انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعلم حقيقة الخواتم وخبايا النفوس إلا الله الذي خلقها. إلا أن المسلم الموحد لابد له من دخول الجنة إذا شهد الشهادتين وقام بحقوقهما، وقد يعذبه الله على ما اقترف من الذنوب وقد يعفو عنه، ولكن آخر أمره سيكون إلى الجنة ولابد تصديقا لوعد الله المبشر بذلك.
وقد ثبت في النصوص أن من كان سنّه دون سن البلوغ من أطفال المسلمين أنه اذا مات يكون في رعاية نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وزوجته سارة وأنه يكون شفيعاً لوالديه يوم القيامه.
وأما من عاش الى مابعد البلوغ فإنه يجازى بأعماله إن خيراً فخير وإلا فإنه يكون تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
وماذكرته الأخت السائلة من تعرض أختها- رحمها الله- إلى البلاء المذكور في سؤالها فلعله إن شاء الله رفعة لها في درجتها عند الله فالمؤمن لا يصيبه هم ولا حزن إلا كّفر الله له به من خطاياه. وقد ثبت في الأحاديث أن من مات بمرض بطنه "المبطون" أنه شهيد، وسيتمنى أهل العافية يوم القيامة عندما يرون ما لأهل البلاء من الأجر أن جلودهم قرضت في الدنيا بالمقاريض.
ولذا فإننا نرجو لأختك إن ماتت وهي صابرة على ما أصابها مؤمنة بالله قائمة بما استطاعت من فرائضه أن لها عند الله أجراً عظيماً ومنزلة كريمة. نسأل الله أن يرحمنا وإياها إنه سميع مجيب. والله أعلم.