للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متى تحتجب الفتاة؟

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا بدأ شعر جسم الفتاة ينمو فهل يجب عليها أن ترتدي الحجاب الكامل؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يعتبر الشخص مكلفاً إلا بعد البلوغ، أما قبل البلوغ فلا تكليف عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَبْرَأَ) رواه أبو داود (٤٤٠٢) ، وعلى هذا فيجب على الفتاة أن ترتدي الحجاب الكامل إذا بلغت , وللبلوغ ثلاث علامات مشتركة بين الذكر والأنثى:

١- الاحتلام.

٢- نبات الشعر الخشن حول العانة.

٣- بلوغ خمس عشرة سنة.

وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو:

٤- الحيض.

فإذا حصل للفتاة إحدى علامات البلوغ هذه وجب عليها الإتيان بجميع الواجبات واجتناب جميع المحرمات، ومن الواجبات ارتداء الحجاب.

ولكن ينبغي لولي أمر الفتاة أن يُعوِّدها على الالتزام بالواجبات واجتناب المحرمات قبل البلوغ , حتى تنشأ على ذلك , فلا يشق عليها الالتزام بها بعد البلوغ، وهذا من الأصول التربوية المقررة في الشريعة.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين , واضربوهم عليها وهم أبناء عشر , وفرقوا بينهم في المضاجع " رواه أبو داود (٤٩٥) وأحمد (٢/١٨٧) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

وجاء هذا المعنى من حديث سبرة بن معبد عند أبي داود (٤٩٤) والترمذي (٤٠٧) وقال: حسن صحيح. والحديث صححه الألباني في "الإرواء" (٢٤٧) .

وروى البخاري (١٩٦٠) ومسلم (١١٣٦) في " صحيحيهما " من حديث الرُّبيع بنت معوذ في ذكر صيام عاشوراء عندما فرض صيامه على المسلمين , وفيه: فكنا بعد ذلك نصومه _ يعني عاشوراء _ ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله , ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن _ وهو الصوف _ , فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار.

وفي رواية لمسلم: فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم.

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (٨/١٤) : (في هذا الحديث تمرين الصبيان على الطاعات وتعويدهم العبادات , ولكنهم ليسوا مكلفين) ا. هـ

وقال ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص:١٦٢) : (والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف، لا يحل له تمكينه من المحرم , فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه) ا. هـ

وإذا قاربت الفتاة البلوغ فإنه يُخشى أن يكون عدم ارتدائها الحجاب سبباً لفتنة الشباب بها، وفتنتها بهم.

ولذلك ينبغي لوليها في هذه الحال أن يلزمها بالحجاب، سداً للذريعة ومنعاً للمفسدة.

والله تعالى أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>