ـ[أقيم في دولة غير إسلامية ـ ولا أستطيع أن أغض بصري بسبب كثرة النساء المتبرجات حولي.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
"غض البصر نوعان: نوع يستطيعه الإنسان ولا يعذر بتركه، وهو عدم اتباع نظره النساء وتعمد رؤيتهن، وهذا شيء يستطيعه، وهو واجب عليه، أعني عدم اتباع نظره وتعمد رؤيتهن، لأنه في مقدوره، ولا فرق بين أن يكون في بلد يكثر فيه السفور أو يقل.
والنوع الثاني: لا يستطيعه الإنسان، وهو النظر المباغت، يرى المرأة فلا يتبع نظره إليها ولا يتعمد، بل هو ماش في طريقه، فهذا لا يضره، ولا يأثم به، لأنه في غير مقدوره، وهذا والله أعلم هو السر في قوله تعالى:(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور/٣٠، حيث جاء بـ "من" الدالة على التبعيض، إذ بعض الغض لا يجب، وهو ما لا يدخل في مقدور الإنسان، أو ما تدعو الضرورة إليه، كنظر الطبيب ونحوه، أو الحاجة كنظر الخاطب" انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" فتاوى الصيام (١٤٥، ١٤٦) .