للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصابها الوساوس، وتريد حلاً له

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد حلا رجاء؛ تعبت من الوسواس وأتمنى من الله عز وجل أن يرسل شفائي على أيديكم فأرجو أن تساعدوني، لقد تعبت من مرضي، وكرهت نفسي، استمريت بالعلاج المذكور للحالات البسيطة المذكور لمدة خمسة أيام، ولكني تغيرت قليلا، ولكن أريد أن أتخلص من هذا الوسواس الذي هي وسوسة الملعون الشيطان الرجيم، بحيث إني كلما دخلت دورة المياه أغسل كامل يدي وقدمي وأتطهر لعدة مرات، مما يسبب لي كراهية الدخول للمغاسل لهذا السبب، وأرى أني أتنجس من كل شيء حولي، وأحس بالألم على نفسي، لأن الكل بدأ يشك في، ويعرف أفعالي، كما أني أعاني الكثير في حياتي العائلية والخارجية أيضا، بسبب هذا الوسواس، وأنا والحمد لله أصلي صلاة الليل وفي بعض الأحيان تفوتني بعض الفروض للسبب نفسه.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أيتها السائلة، لقد وقفنا على كل كلمة من كلمات السؤال، وقد وجدنا فيه كثيراً من المعاناه، ومع هذه المعاناة الكثيرة، فالحل سهل وبسيط، لكن يحتاج إلى عزيمة وصبر، واعلمي أن ما أصابك يسمى بالوسواس القهري، وعلاج ذلك يكون بأمور:

الأول: الاستمرار والمداومة على ذكر الله تعالى.

الثاني: اللجوء إليه سبحانه وسؤاله الشفاء والعافية من هذا البلاء.

الثالث: الإعراض التام عما يدعو إليه الوسواس، فإذا قضيت حاجتك، واستنجيت، فقومي، ولا تلتفتي إلى كون يدك لمست مكانا طاهرا بعد لمس النجاسة، ولا إلى تطاير ماء الاستنجاء على قدمك أو جسمك، لأن الأصل الطهارة، والشك في تنجس جسمك أو ملابسك، لا يؤثر، ومن قواعد الفقه الكبرى: اليقين لا يزول بالشك.

وحصول الإنقاء يكون بغسل الفرج، ولا يلزم غسل ما حوله، ولا تلتفتي إلى الماء المتطاير كما سبق، وكوني على يقين من أنك طاهرة والحمد لله، وأن صلاتك بهذه الطهارة صحيحة مقبولة بإذن الله، فإن الله رحيم كريم، يرحم عباده المذنبين، فكيف بالطائعين المحبين.

فاعملي بهذه النصيحة، واستمري عليها، ودعي عنك الوسواس فإنه من كيد الشيطان، وكيده ضعيف كما أخبر ربنا سبحانه، وثقي بأنك إن أعرضت عن الوسوسة زالت عنك، بحول الله وقوته.

نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك مما أنت فيه، وأن يصرف عنك ما تجدين.

وللفائدة راجعي جواب السؤال رقم (٤١٠٢٧) ، (١٠١٦٠) .

وننصحك ـ أيضا ـ أن تراجعي طبيبا مختصا، من أهل الثقة والأمانة، فربما احتاجت حالتك إلى مراجعة طبية، تساعد في شفائك، إن شاء الله.

على أننا، نصدقك القول، أن مثل هذه المشكلات والأمراض، تحتاج إلى عزيمة قوية، كما قلنا سابقا، وتحتاج ـ أيضا ـ إلى صبر طويل، لأن الشفاء التام فيها، غالبا ما يستغرق وقتا طويلا، ويأتي بالتدريج.

فليكن صبرك جميلا، ونفسك طويلا، واحتسبي ما تلاقينه من تعب ومشقة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران/٢٠٠

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>