ـ[أحياناً يطلب مني زميلي في المحاضرة أو العمل أن أقوم بتحضيره مع أنه غائب حيث تمرّ ورقة التحضير فأكتب اسمه، فهل هذه خدمة إنسانية، أم أنه نوع من الغش والخداع؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
هي خدمة ولكنها خدمة شيطانية يمليها الشيطان على هذا الذي فعل وحضّر من ليس بحاضر وفي ذلك ثلاثة محاذير:
المحذور الأول: الكذب، والمحذور الثاني: خيانة المسؤلين في هذه المصلحة، والمحذور الثالث: أنه يجعل هذا الغائب مستحقاً للراتب المرتّب على الحضور، فيأخذه ويأكله بالباطل، وواحد من هذه المحاذير يكفي بالقول في تحريم هذا التصرف الذي ظاهر سؤال السائل أنه من الأمور الإنسانية، والأمور الإنسانية ليست محمودة على الإطلاق، بل ما وافق الشرع منها فهو محمود وما خالف الشرع فهو مذموم، والحقيقة أن ما خالف الشرع مما يقال عنه عمل إنساني فإنه اسم على غير مسمى، لأن ما خالف الشرع فهو عمل بهيمي، ولهذا وصف الله الكفار والمشركين بأنهم كالأنعام:(يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) سورة محمد وقال تعالى: (إن هم إلا كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً) سورة الفرقان فكل ما خالف الشرع فهو عمل بهيمي لا إنساني.