للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الوساوس الشيطانية]

وهذا سائل يقول: إنني أشكو من كثرة الوساوس المتعلقة بذات الله عز وجل، تطوف بخاطري أفكار لا أستطيع أن أذكرها، لأنها لا تليق بالله سبحانه ولكني أعاني من ترددها على ذهني كثيراً، في الصلاة وخارج الصلاة، حتى شككت في إيماني، وارتبت هل أنا مسلم أو لا، فما علاج هذه المصيبة؟.

الجواب: الحمد لله حمداً كثيراً وبعد: فقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة أحاديث فيها حل هذه المشكلة، وعلاج هذه الشكوى ولله الحمد: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول فمن خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسله فإن ذلك يذهب عنه) صحيح الجامع ١٦٥٧. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله) صحيح الجامع ١٦٥٦. وقال صلى الله عليه وسلم: (من وجد من هذا الوسواس، فليقل: آمنت بالله ورسوله ثلاثاً فإن ذلك يذهب عنه) صحيح الجامع ٦٥٨٧. وقال عليه الصلاة والسلام: (يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) صحيح الجامع ٧٩٩٣. وقال صلى الله عليه وسلم: (يوشك الناس يتساءلون، حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك؛ فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً، وليستعذ من الشيطان) صحيح الجامع ٨١٨٢. وقال صلى الله عليه وسلم: (تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله) صحيح الجامع ٢٩٧٥. وقال صلى الله عليه وسلم: (تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله) صحيح الجامع ٢٩٧٦. من هذه النصوص نستطيع أن نستخلص ست وسائل للتغلب على هذه الوساوس والأفكار:

١- أن يقول المرء إذا انتابته هذه الخواطر: آمنت بالله ورسوله.

٢- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فيقول مثلاً: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) .

٣- أن يتفل عن يساره ثلاثاً.

٤- أن ينتهي عما هو فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم: " ولينته "، وهذه وسيلة مهمة؛ فإن الاستطراد مع الشيطان في هذه الوساوس يزيد نارها اشتعالاً وضراماً، والواجب أن يقطع المسلم هذه الخواطر بقدر المستطاع، وأن يشغل ذهنه بالمفيد النافع.

٥- أن يقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) فإن فيها ذكر صفات الرحمن، ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن، وقراءة هذه السورة العظيمة وتدبرها كفيل بقطع هذه الوساوس.

٦- أن يتفكر الإنسان في خلق الله، وفي نعم الله، ولا يتفكر في ذات الله، لأنه لن يصل بعقله القاصر إلى تصور ذات الله، قال تعالى: (ولا يحيطون به علماً)

<<  <  ج: ص:  >  >>